أجّجت الحرب الأميركية على العراق وقبلها وبعدها الحرب "المسرحية" المفتوحة على الإرهاب، الصراع بين الغرب والشرق. كان اعتداء الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر قد رسّخ وهم وجود شرخ بين "الديموقراطية" في الغرب المسيحي و"الإرهاب" في الشرق المسلم، وعمقت الهيمنة الغربية وتسلط "الامبراطورية الأميركية" هذا الشرخ، وزادته تصدّعاً وتشققاً، وشطرت ا...
قراءة الكل
أجّجت الحرب الأميركية على العراق وقبلها وبعدها الحرب "المسرحية" المفتوحة على الإرهاب، الصراع بين الغرب والشرق. كان اعتداء الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر قد رسّخ وهم وجود شرخ بين "الديموقراطية" في الغرب المسيحي و"الإرهاب" في الشرق المسلم، وعمقت الهيمنة الغربية وتسلط "الامبراطورية الأميركية" هذا الشرخ، وزادته تصدّعاً وتشققاً، وشطرت العالم إلى معسكرين: "امبراطورية الخير" بزعامة الولايات المتحدة، و"محور الشر" تحت راية أسامة بن لادن وصدام حسين. يدحض هذا الكتاب وجود شرخ بين الشرق والغرب، ويسعى إلى فك رموز هذا "الهذيان" وتفكيك مقوّماته من خلال نقد أهم مقولات كل من الفكر الغربي والفكر العربي أو الإسلامي، اللذين أضحيا أسيري هذه الجدلية العقيمة المفروضة عليهما. ويفنّد المبررات و"الأكاذيب" التي أدّت إلى ترسيخ هذا التصور "الموهوم" واستلهمت مفاهيمها من غرب "لاهوتي" بروستانتي وشرق مسلم "سلفي". كذلك يصر على نقد المقوّمات الأساسية للثقافة الغربية "النرجسية" التي تستوحي روحيتها من آلية الفكر اللاهوتي ـ السياسي وتؤجج مقولة "صراع الحضارات" ومخاوف الغربيين من سقوط "حضارتهم" بين أيدي "البرابرة" الشرقيين! كما ينتقد ردود الفعل للفكر العربي تجاه الثقافة الغربية وفشله في فهم تعقيدات هذه الثقافة.
