يتناول الباحث والشاعر الحديث عن استعمالات التعبير القرآني، مشيرا إلى أن أول من دعا إلى التماس الاستعمال القرآني للألفاظ في الشعر، ولغات العرب هو عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – وذلك فتح آفاقا واسعة للبحث في الكلمة القرآنية استعمالا ودلالة وجمالا.وقد شغل الباحث نفسه فيما يرتقي بالدرس اللغوي الذي يمارسه كأستاذ، وما يغني شعرية ...
قراءة الكل
يتناول الباحث والشاعر الحديث عن استعمالات التعبير القرآني، مشيرا إلى أن أول من دعا إلى التماس الاستعمال القرآني للألفاظ في الشعر، ولغات العرب هو عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – وذلك فتح آفاقا واسعة للبحث في الكلمة القرآنية استعمالا ودلالة وجمالا.وقد شغل الباحث نفسه فيما يرتقي بالدرس اللغوي الذي يمارسه كأستاذ، وما يغني شعرية النص الذي يكتبه كشاعر، فكان كتابه: (سؤال في التفسير: محاولة في البحث عن منهج) توطئة لجعل التفسير مادة، وموضوعا، ومجالا رحبا ينفتح على تراث الفصحى لصياغة الدرس البياني.إن العناية بالتعبير القرآني منذ ابن عباس وحتى الآن هي ما دعت الباحث والشاعر للكتابة في هذا المجال.وما هذا البحث (المشكل في القرآن الكريم .. من وجوه الإعجاز البياني) إلا محاولة ثانية لدى الباحث لرصد دلالة الألفاظ التي أشكلت، والوقوف على العبارة القرآنية بما انتهى إليها كل من فسرها في موضعها – أو مواضعها من القرآن الكريم.اشتمل البحث على مقدمة، ورأي في الإعجاز، وتمهيد، وثلاثة فصول، وخاتمة.احتوت المقدمة على المسوغات التي دفعت الباحث إلى الكتابة في هذا الموضوع الجليل والجدير بالبحث والدراسة، في محاولة منه لرفع سوية درس العربية، وإحياء منهج.وقد صدَّر الباحث بحثه عنوانا منفصلا أسماه: "رأي في الإعجاز.وفيه تطرق الباحث لبيان ما يقصد بالإعجاز البياني، وقد توصل إلى أنَّ تأليف الجملة في القرآن الكريم هو سرّ التحدي، وسرّ إعجازه، وذلك من خلال السياق الذي يحدد معالمها ودلالتها، وهذا ما يكشف خصوصية الجملة القرآنية، ويربطها بأسباب النزول إلى منشئها الأول سبحانه وتعالى.وذكر الباحث أنَّ هناك إضافات تُعدُّ صياغة ربانية خالصة مرتبطة بالإيمان به وبكتبه وملائكته ورسله واليوم الآخر.ألفاظ القرآن الكريم مفردة مفردة، لا يمكن وضع لفظة مكان أخرى، مهما كانت قريبة من بديلتها في المعنى، ولا يمكن أن يخلف لفظٌ لفظا، فمفردة القرآن وثنائيته وإسناده، كلّ هذا ينطلق من الله سبحانه وتعالى، لذا تحدى القرآن الكريم كل فصيح بليغ، وهذا هو سرّه وإعجازه.أما التمهيد فذكر فيه الباحث عدة مصطلحات متقاربة فيما يخص موضوع الباحث "المشكل في القرآن الكريم .."، وفيه يذكر علة اختياره لمصطلح (المشكل) من بين مصطلحات أخرى: المتشابه، والغريب، والمبهم، والمجمل؛ لأنها مصطلحات متقاربة، فلكل صناعة ألفاظ.المشكل: سمّي مشكلا: لأنه أشكل، أي: دخل في شكل غيره فأشبهه وشاكله.واصطلاحا: هو ما يلتبس ظاهر معناه لأول وهلة، ولا يتضح إلا بالنظر والتأمل والبحث والطلب.أما المتشابه: فقد استقر مصطلحا بإزاء (المحكم) انطلاقا مما ورد في القرآن الكريم قال الله تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأُخر متشابهات. سورة آل عمران الآية 7}.أما الغريب: فهو الغامض من الكلام.والمبهم: مصطلح مشترك بين الأصوليين والمحدثين والمفسرين، ولكلٍّ معنى قد يدخل في المشكل.أما المجمل: فهو الكلام الذي لم يبين تفصيله مجمل.من هنا جاء اختيار الباحث لعنوانه (المشكل) مصطلحا مناسبا للبيان كونه من وجوه الإعجاز.يعد عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أول من دعا الى التماس الإستعمال القرآني للألفاظ في الشعر ففتح آفاقا واسعة للبحث في الكلمة القرآنية استعمالاً ودلالة وجمالاً.
