تعد البرازيل من أهم القوى الصاعدة في قارة أمريكا الجنوبية، حيث استطاعت تخطي فترات عدم الاستقرار السياسي التي شهدتها منذ نهاية فترة الحكم العسكري في عام 1985، وابتداء من التسعينات خاصة مع تولي فرناندو كاردوسو رئاسة البرازيل عام 1994، وقد بدأت البرازيل سياسة داخلية وخارجية سعت من خلالها إلى تدعيم إصلاحاتها السياسية والاقتصادية الق...
قراءة الكل
تعد البرازيل من أهم القوى الصاعدة في قارة أمريكا الجنوبية، حيث استطاعت تخطي فترات عدم الاستقرار السياسي التي شهدتها منذ نهاية فترة الحكم العسكري في عام 1985، وابتداء من التسعينات خاصة مع تولي فرناندو كاردوسو رئاسة البرازيل عام 1994، وقد بدأت البرازيل سياسة داخلية وخارجية سعت من خلالها إلى تدعيم إصلاحاتها السياسية والاقتصادية القائمة على الإنفتاح وسيادة آليات السوق الحر، وتعزيز مكانتها في القارة اللاتينية وعلى المسرح الدولي، وبعد إعلام فوزه رسمياً برئاسة البرازيل أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دي سيلفا في أول كلمة له بالالتزام بكافة تعهدات بلاده الدولية المتعلقة بتسديد الديون والعمل مع حكومته لمكافحة التضخم لإنقاذ الاقتصاد البرازيلي من أزماته الحالية، داعيًا أبناء شعبه بالعمل سويًا لإعادة بناء دولتهم، معلنا أن البرازيل قادرة على لعب دور متميز في القارة الأمريكية لتحقيق السلام وبالتالي تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي ومرت السنوات مسرعة ليقف لولا دي سيلفا ليتبادل الدموع مع شعبه في الخطبة التي ودعه فيها بعد انتهاء ولايته الثانية، والتي أحدث خلالها طفرة حقيقية في كافة المجالات منذ العام 2002 ثم أعيد انتخابه سنة 2006 بعد أن فاز بـ 60% من الأصوات، وبين الأعوام العديدة لابد أن نتوقف أمام سنوات دي سيلفا لنرى كيف نجح هذا الرجل البسيط في القيام بعمل يشبه المعجزة داخل هذا البلد الساحر، فماذا فعل دي سيلفا؟ وكيف نجح؟ وهل تجربة دي سيلفا قابلة للتطبيق في بلاد أخرى مثل دول الربيع العربي مع مراعاة خصوصية العالم العربي الإسلامي؟.. تساؤلات حائرة نسعى للإجابة عليها في صفحات هذا الكتاب.