تقوم هذه الدراسة على تطبيق عدد من آليات تحليل الخطاب على بعض النصوص الشعرية الأدونيسية. في ثلاثة أقسام هي: قصيدة الوقت/ثنائية الإنساق والإنسجام. وقد استثمرت فيها عدداً من الآليات المأخوذة من نظرية الانساق اللسانية، من مثل الإحالات والحذف والاستبدال والتضام، لامتحان مدى اتساق في معظم جوانبه، ولذا، فقد استعنت بعدد من آليات الإنسجا...
قراءة الكل
تقوم هذه الدراسة على تطبيق عدد من آليات تحليل الخطاب على بعض النصوص الشعرية الأدونيسية. في ثلاثة أقسام هي: قصيدة الوقت/ثنائية الإنساق والإنسجام. وقد استثمرت فيها عدداً من الآليات المأخوذة من نظرية الانساق اللسانية، من مثل الإحالات والحذف والاستبدال والتضام، لامتحان مدى اتساق في معظم جوانبه، ولذا، فقد استعنت بعدد من آليات الإنسجام اعتماداً على رؤية فان ديك ويول وبروان، محاولاً البحث عن علاقات دلالية، وتأويلات لاختلالات النص على المستوى اللساني، للوصول إلى خطاب منسجم في جوانبه المعنوية والدلالية والإشارية.أما القسم الثاني فقد دار حول قصيدة "إسماعيل" وقد اختبرت الدراسة عددجاً من الآليات التي تمثل مظاهر الانزياح التركيبي وهي: التقديم والتأخير، والحذف، والالتفات، والاعتراض، وهي صور لسانية تحدث خللاً في اتساق النص، وتضعف نصانيته، ولكنها تحفز آليات التأويل، وتغري المتلقي بالمشاركة في إعادة إنتادج النص من جديد، بوصفه عنصرأً أساسياً في خلق انسجام الخطاب، ومالكاً له، ومشاركاً ضرورياً في تشييده، وقد حاولت الدراسة في هذا الجزء أن تؤول مواطن الاختلال الاتساقي، لتبحث لها عن توجيه في مستوى الإنسجام.وفي القسم الثالث سعت الدراسة إلى تحديد البنية الكلية للخطاب. ودارت الدراسة هنا على ديوان كامل هو: أغاني مهيار الدمشقي، وهو ديوان مهم وخطير في تجربة أدونيس الششعرية، لأنه مثل انعطافه حاسمة في تجربته في بداية الستينات من القرن الماضي، حين تحول من المرحلة الرومانسية المتقنعة بإهاب اليوتوبيا القومية وأمثولة الرؤية الحالمة والصوت الجماعي، إلى رؤية فلسفية أسطورية صوفية فردية تحقق ذاتها والجماعة من خلال الأنا الفردية.