ليست الحرب موضوعة جديدة على أدب الدكتور سالم المعوش وغيره من أدباء لبنان. ففي روايته هذه يقارب المعوش الحرب من خلال التداعيات والنتائج التي تركتها على أبطال الرواية، وما عانته من قتل وتهجير ونفي وهجرة وغربة ووحدة. فالرواية بكاملها تقول شخصية الشاب "حنين" الهاربة من مصيبة الى اخرى، المطاردة بقدرها الملعون، ولكنها بالنهاية لا تجد ...
قراءة الكل
ليست الحرب موضوعة جديدة على أدب الدكتور سالم المعوش وغيره من أدباء لبنان. ففي روايته هذه يقارب المعوش الحرب من خلال التداعيات والنتائج التي تركتها على أبطال الرواية، وما عانته من قتل وتهجير ونفي وهجرة وغربة ووحدة. فالرواية بكاملها تقول شخصية الشاب "حنين" الهاربة من مصيبة الى اخرى، المطاردة بقدرها الملعون، ولكنها بالنهاية لا تجد هدفها الا في الوطن الأم. تبدأ الرواية مكانياً في لبنان في بلدة "شارقة" الجبلية التي كانت على خطوط التماس بين المتحاربين، وتنتهي في باريس في الغربة، ثم تعود الى موطنها الأصلي، وبين البداية والنهاية أحداث ووقائع تبدأ قبل الحرب الأهلية في لبنان مروراً بها - ووصولاً الى نهايتها. أما منها فهو تصوير واقع الناس ومعاناتهم في تلك الفترة من الزمن والتي ساهمت في غربة أبناء البلد الواحد وتفرقهم؛ تقول إحدى شخصيات الرواية: "... مشكلتنا ستظل قائمة ما دام لدى هؤلاء حطب يشعلون به الفتن.. لكني الآن أقبض على طرف الخيط.. إن لم أقتل أندريه فسوف أسجنه هو وعصابته.. سامحني يا إلهي أنا لا أريد القتل ولكنه مفروض عليّ، إما أن أقتل أو أُقتل". "عندما تمطر السماء حنيناً" هي أكثر من رواية، هي نثر حي بالصور الصابرة على الألم والتحدي وبشخصيات جسدت واقعاً أليماً، عبر عنه الروائي، بتعاطف شديد، وحس نقدي، وموضوعية...