"مع أني رويت لك هذه التفاصيل ونسيت بعضها.. ونحن ننخرط في الزمان أو نختلي بلحظة صدق في أعالي المدينة... ما معنى الأسى..؟! ما معنى الماضي..؟! لم نطلق هذه الأوصاف الجائرة على لحظة... على ومضة... على حيرة ما زالت مشتعلة فينا؟!! لِمَ ندعي أننا بدأنا من جديد... ونحلم بوهم يدعى "غداً" ثم في لحظات السقوط الكبرى... ودون وعي منا نشعل القن...
قراءة الكل
"مع أني رويت لك هذه التفاصيل ونسيت بعضها.. ونحن ننخرط في الزمان أو نختلي بلحظة صدق في أعالي المدينة... ما معنى الأسى..؟! ما معنى الماضي..؟! لم نطلق هذه الأوصاف الجائرة على لحظة... على ومضة... على حيرة ما زالت مشتعلة فينا؟!! لِمَ ندعي أننا بدأنا من جديد... ونحلم بوهم يدعى "غداً" ثم في لحظات السقوط الكبرى... ودون وعي منا نشعل القناديل تباعاً..؟! يبدأ العمر في البدء.. يتعثر عند الغصة التي كانت أكثر قسوة على ذواتنا.. لحظة الحزن.. نكتشف كم نحن وحيدون.. لحظة الحزن نمتلك القدرة كل القدرة على الغوص فينا".يمضي "مراد بو كرزازة" للطفولات البعيدة، يدخل دهاليزها المظلمة، يفتش في الزوايا عن بقايا صور، ويغوص من التعب والألم في شيء يدعى "الأسى" ليروي سيرة رجل كان يمتلئ بالفرح، بالنزق، بالحزن وبالحياة. وصار بعد كل الجرارات التي عبرت جثته مجرد شبح طويل.. يغادر إلى شمس مضروبة في تألق ضوئها.. إلى بلادات تصيّر اللحظة في توقيته عمراً مفتوحاً على الموت أو الاحتضار على أبعد نجاة. في هذه الرواية الممتزجة بسيرته الذاتية بشكل كبير يروي "بو كرزازة" قصة جيل من الجزائريين الذين عرفوا المعاناة، ويفتح سيرة الذي حدث في الجزائر، بعين جزائرية، تكون الرؤية من خلالها أكثر وضوحاً لواقعها الغامض.في هذه الرواية مراد بو كرزازة يروي قصة جيل من الجزائريين الذين عرفوا المعاناة، ويفتح سيرة الذي حدث في الجزائر، بعين جزائرية، الرؤية من خلالها أكثر وضوحا لواقعها الغامض. روايته شهادة على الذي حدث ويحدث، وقراءة عميقة للجزائر ذات الوجهين من خلال كشف واقع مدينته "قسنطينة" التي تدعي الطهر نهارا، وتمارس العهر ليلا وكل المحرمات. أحداث الرواية كلها تكسر الثالوث المحرم الجزائري: الحب، السياسة، والإرهاب.