يركز الحديث في هذا الكتاب في اتجاهين: الاتجاه الأول: ويتمثل في إزاحة ركام الأحقاد المعادية للإسلام التي طمست لقرون طويلة العديد من الجوانب المضيئة في تاريخ العثمانيين الأتراك وأبرزها: أولاً: التزام العثمانيين بالإسلام، وانطلاقهم في تأسيس دولتهم من منطلق الالتزام بالإسلام. ثانياً: إخلاص معظم سلاطين الدولة العثمانية لمفهوم الجهاد ...
قراءة الكل
يركز الحديث في هذا الكتاب في اتجاهين: الاتجاه الأول: ويتمثل في إزاحة ركام الأحقاد المعادية للإسلام التي طمست لقرون طويلة العديد من الجوانب المضيئة في تاريخ العثمانيين الأتراك وأبرزها: أولاً: التزام العثمانيين بالإسلام، وانطلاقهم في تأسيس دولتهم من منطلق الالتزام بالإسلام. ثانياً: إخلاص معظم سلاطين الدولة العثمانية لمفهوم الجهاد في سبيل الله، وقيامهم بواجب الدعوة إلى الإسلام، خلافاً لما يزعمه الحاقدون، من أنهم كانوا مجرد محاربين قساة القلوب متحجري العاطفة.ثالثاً: ما أبداه العثمانيون من تسامح ديني كريم تجاه غير المسلمين في الدولة العثمانية، خلافاً لما يزعمه الحاقدون من أنهم كانوا يضطهدون غير المسلمين. رابعاً: ترفع العثمانيين عن الوقوع في متاهات العصبية القبلية أو العرقية أو القومية، واصرارهم على أن يكون الانتماء الإسلامي فوق أي انتماء قبلي أو عرقي أو قومي.خامساً: الدور الرائد الذي لعبه العثمانيون الأتراك في إعادة لحمة الوحدة الإسلامية لجميع شعوب الأمة الإسلامية، وتجميع قواها تحت راية واحدة طوال أكثر من خمسة قرون متتالية، بعد فترة عصيبة شهدت تشرذم المسلمين وتفرق كلمتهم.سادساً: الموقف المبدئي الصلب الذي ينبغي أن يسجل للعثمانيين بماء الذهب تجاه قضية فلسطين، حيث أصروا -حتى وهم أشد حالات ضعفهم على- عدم التفريط بذرة تراب واحدة من أرض فلسطين المسلمة المباركة.الاتجاه الثاني: ويتمثل في كشف زيف الافتراءات الظالمة التي ألصقت بالعثمانيين زوراً، وظلماً، وبهتاناً، وسأركز في هذا المجال على الافتراءات التالية: أولاً: الفرية التي تزعم أن سلاطين بني عثمان كانوا يملكون الحق -بموجب فتوى شرعية مزعومة- في قتل أبنائهم، وأخوانهم، وأقربائهم، حفاظاً على عروشهم.ثانياً: الفرية التي تزعم أن السلطان محمد الفاتح، أنعم به من فاتح، قد أباح القسطنطينية لجنوده، عدة أيام، قاموا خلالها بأعمال النهب والسلب، والقتل، والاعتداء على الأعراض. ثالثا: الفرية التي تزعم أن العثمانيين كانوا ينتزعون أطفال النصارى قسراً، ويجبرونهم على الإسلام، ليشكلوا منهم جيشهم الذي عرف في التاريخ باسم الجيش الجديد، "يني تشرى"، وهو الذي اصطلح على تسميته بالجيش الإنكشاري. رابعاً: الفرية التي تزعم أن العثمانيين الأتراك كانوا أمة حرب وقتال، وأنهم لم يكونوا أمة دعوة وهداية.وإننا لنحسب أن القارئ الفطن، سيدرك من خلال ما ورد من حقائق في هذا الكتاب، أن الحاقدين على الإسلام، إنما يهدفون من وراء التركيز على تحريف تاريخ الأتراك العثمانيين المسلمين، وإلصاق الافتراءات الكاذبة بهم، إلى الإساءة إلى الإسلام ذاته، من خلال الإساءة إلى الأتراك العثمانيين المسلمين.