نبذة النيل والفرات:العرب شعب سامي يرتبط مع غيره من الشعوب السامية بروابط اللغة والأصل والموطن القديم، وهم أبناء الأمة العربية في أبعادها الحالية الممتدة من المحيط إلى الخليج. فهؤلاء العرب الذين يقطنون تلك البقاع قد جمعهم التاريخ المشترك واللغة المشتركة والمصير المشترك وأصبحوا يمثلون وحدة روحية وثقافية في عالمنا الحديث. وقد جرى ب...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:العرب شعب سامي يرتبط مع غيره من الشعوب السامية بروابط اللغة والأصل والموطن القديم، وهم أبناء الأمة العربية في أبعادها الحالية الممتدة من المحيط إلى الخليج. فهؤلاء العرب الذين يقطنون تلك البقاع قد جمعهم التاريخ المشترك واللغة المشتركة والمصير المشترك وأصبحوا يمثلون وحدة روحية وثقافية في عالمنا الحديث. وقد جرى بين الباحثين كثير من التساؤل عن وجود أسس عنصرية للأمة العربية، وبذلت جهود كثيرة لتحري أسس هذه الوحدة منها ما بني على أصل الساميين في الجزيرة وهجرتهم منها إلى شرق البحر المتوسط، وغير ذلك من الآراء والاتجاهات، فالجنس العربي ليس بدعة في ذلك وليس بحاجة إلى تحري أصوله بين الحفريات.فالعرب تاريخ وحضارة وثقافة وليسوا خصائص عنصرية أو عرقية. لقد كانت فكرة العرب تتحكم في تفكير الباحثين في طبيعة الوحدة القومية، ولكن سير التاريخ واتباع نطاق البحث في حركات الأمم والشعوب قد أثبتت أن العرق الموحد الصافي لا يمكن أن يوجد في أية منطقة من مناطق الأرض.ومع ذلك فإن هذا البحث يتناول موضوع الأصل العربي كمرحلة من مراحل الفكر والتاريخ وكمقدمة ممهدة لدراسة الأمة العربية قبل أن تتخذ شكلها الحالي المتكامل، وتمشياً مع طبيعة موضوع هذا البحث "تاريخ العرب الحديث" كان لا بد من تناول الأقطار العربية التي يتألف منها الوطن العربي في العصر الحاضر، نتيجة للأحداث التاريخية والسياسة التي طرأت عليه من العصور الحديثة وجزأته إلى وحدات سياسية متعددة، ثم ينتقل البحث إلى الأحداث التاريخية التي أثرت في تاريخ العرب مع دراسة حركات الإصلاح وحركات التحرر. وعند الحديث عن الأقطار، أو الوحدات السياسية المتعددة، تمّ ذلك تمشياً مع أسمائها ومدلولاتها التي تعرف بها اليوم.وقد استهل البحث بالحديث عن الجزيرة العربية بوحداتها السياسية المتعددة، وسوف يلاحظ القارئ بأن الجزيرة في هذه الدراسة قد خصصت بصفحات أكثر من غيرها من حيث طبيعتها الجغرافية والبشرية وتطورها التاريخي. وقد أبلت ذلك اعتبارات كثيرة أهمها أن الدراسات حول الجزيرة العربية من أبناء الأمة العربية أثناء عصور الضعف لم تكن كثيرة؛ بل لم يبدأ الاهتمام بها في العصور الحديثة على نطاق علمي واسع، إلا منذ ظهور محمد بن عبد الوهاب.