الكتاب طبعة أولى.إن أعداء الأمة الإسلامية لما نجحوا في تفرقة صفها وتمزيق شملها بالدعوة إلى العصبية الجاهلية إذ ظهرت العصبية إلى الشعوب باسم القوميات، والعصبية إلى الأمصار، والعصبيات المحلية الأخرى، وتركت الدعوة إلى الأخوة في الله: (‘نما المؤمنون أخوة) الحجرات:10، والدعوة إلى وحدة أمة الإسلام: (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فا...
قراءة الكل
الكتاب طبعة أولى.إن أعداء الأمة الإسلامية لما نجحوا في تفرقة صفها وتمزيق شملها بالدعوة إلى العصبية الجاهلية إذ ظهرت العصبية إلى الشعوب باسم القوميات، والعصبية إلى الأمصار، والعصبيات المحلية الأخرى، وتركت الدعوة إلى الأخوة في الله: (‘نما المؤمنون أخوة) الحجرات:10، والدعوة إلى وحدة أمة الإسلام: (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) الأنبياء:92.أخذ هذا يفخر بشعبه عصبية وتعاليا، فيكون رد الفعل من ذاك متباهيا بشعبه وحاطا من مكانة غيره، وخاصة من سبقه بالفخر، وبدأ بالتعصب، فظهر الاختلاف وبدأ الانقسام، وتجزأت الأمة الإسلامية الواحدة نتيجة هذه العصبيات.وكذا ظهر الخلاف على المصالح المشتركة بين الجوار، فكان الصراع على المياه، والنزاع على الطرق، والمنافسة على التجارة، فكان الخلاف بين الأمصار المتجاورة، وتعصب كل لقطره نتيجة المصالح، وتجزأت الأمة الإسلامية الواحدة نتيجة هذه العصبيات أيضا.لقد خطط لهذه العصبيات الجاهلية، وبذر بذورها أعداء الإسلام، وحملها وتعهدها رعاياهم من أبناء عقيدتهم الذين يعيشون بين المسلمين وفي ذمتهم حسب التوجه الخارجي.لقد كان هؤلاء الحملة والمتعهدون يقدمون لأصحاب المصالح والأهواء ممن ينتمي إلى الإسلام المغريات بأنواعها كلها لجذبهم إليهم. فكثر الارتماء من مرضى القلوب، وزادت المفاتن والمغريات، وانتشرت المفاسد، واقترن معظمها بأصحاب الدعوة للعصبيات الجاهلية، إذ عندهم الميل والرغبة لهذا من قبل، وهذا بالأصل ما يهدفون إليه ويعملون له.