رياض الاصفياء: دروس وعبر في مكارم الأخلاق

يأخذ هذا الكتاب بيد قارئه في رحلة إلى رياض الأصفياء, وملتقى الأتقياء الصالحين؛ هؤلاء القوم الذين ساروا على آثار خير البشرية محمد (صلي الله عليه وسلم)، ومن روضتهم حَوَتْ أوراق هذا الكتاب زهورًا وورودًا من حكمهم وأقوالهم وأفعالهم، والتي حفظها الله (عز وجل) لهم في صحف حتى يُجَازوا عليها يوم لا ينفع مَالٌ ولا بَنُونَ إلا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ.وهذه العظات المأثورة ما أحوج الأمة لها في عصر راجت فيها سوق البدع والضلالات وتكاثرت الأزمات, ولذلك نُهدي إلى فؤاد القارئ الكريم هذا الكتاب حتى نزيد من صلته برسول الله (صلي الله عليه وسلم) وبصحابته الكرام, وبمن سار على دربهم.وعلى هذا ينتهج هذا الكتاب منهج سيدنا محمد (صلي الله عليه وسلم) الطبي في معالجة النفوس وتطهيرها من الذنوب والآثام, وجوهر الإسلام هو ذاك، فليس بالتخويف والإرهاب فحسب ينتصح الناس وإنما لابد من النصح والتوجيه بغير ضغط, فالإنسان العاصي ما أشبهه بشخص سقط في جبٍّ, فهل نرجمه بالحجارة أم نستخرجه ونأخذ بيده حتى يسلم؟ هذا مثل من ينصح باللين لا من يعنف ويرهب, وعلى هذا الدرب يمضي كتابنا هذا بما حوى من وعظ وأخبار تأنس لها النفوس، مع اشتماله على طُرَفٍ تُزيل صدأ القلوب.. راجين من الله أن يغفر الآثام والذنوب.