قد يستغرب القارئ الكريم عنوان هذه الرواية ولكنها في الواقع لقب رجل عرف منذ صغره بأبي شر حتى نسي الناس اسمه الأصلي، لما عرف عنه أنه شرس الأخلاق، سليط اللسان، متقلب المزاج، فضولي، مؤذ لكل شيء، جريء بالأقوال والأفعال، ولكن كانت له ميزاته: سرعة البديهة، والذكاء المحدود وخفة الدم والروح والنفس والذكاء المحدود وخفة الدم والروح والنفس ...
قراءة الكل
قد يستغرب القارئ الكريم عنوان هذه الرواية ولكنها في الواقع لقب رجل عرف منذ صغره بأبي شر حتى نسي الناس اسمه الأصلي، لما عرف عنه أنه شرس الأخلاق، سليط اللسان، متقلب المزاج، فضولي، مؤذ لكل شيء، جريء بالأقوال والأفعال، ولكن كانت له ميزاته: سرعة البديهة، والذكاء المحدود وخفة الدم والروح والنفس والذكاء المحدود وخفة الدم والروح والنفس الطيبة التي جعلت تصرفاته وأحاديثه وحركاته مضحكة...ليس أبو شر شخصاً عادياً، ولا الرواية التي تحمل اسمه، بل إنها بكل اعتزاز من أشرف حكايات الجنوب اللبناني المجاهد وأنبلها، بل من باكورات الأدب المقاوم الجاد، إذ لم يكتف الكاتب فيها برصد مرحلة خطيرة من عمر لبنان في وقت محدد، بل تعداها فدخل عميقاً في الذات الإنسانية وفي تطورها، وفقاً للأحداث التي مر بها بطل هذه الرواية...أبو شر رواية تختصر بواقعيتها الراقية الشفافة حياة بطلها بكل بساطته وتعقيداته وآماله، بلغة أدبية سهلة ومبسطة، كما تواكب علاقته مع الناس وتسمو معها برقي المشاعر الإنسانية عند تعلقه بالطفلة الصغيرة (سوسن) التي ساهمت، وأثرت في تحوله إلى بطل مجاهد، في سبيل الحق والحرية والكرامة، ضد غزاة معتدين غاصبين...أبو شر: قصة نابضة بالحياة، معبرة بصدق عن الناس في واقعهم وعواطفهم لا سيما عاطفة الحب المشبوبة التي قدحت زناد الشوق بين قلبين، فكان هذا اللقاء الذي أججته تلك العاطفة، وأذكته التضحية والوفاء، مقرونة بقصص وطنية قصار مثيرة ومشوقة تشد القارئ، فتجعله يتابع أحداثها بشوق ونشوة ومتعة.رواية جديرة بالقراءة ممتعة ومثيرة لما فيها من الوقفات الإنسانية والمشاعر السامية والأحاسيس الوطنية الفياضة المفعمة بروح الوفاء والتضحية والإخلاص والحياة الجديرة بالاحترام.
