الاغتراب تجربة إنسانية فريدة، فبقدر ما تضع المغترب تحت ضغط نفسي، يتزايد طرديًا مع ظروف اغترابه و مسبباته، و تتركه ما بين عذاب الغربة و الحنين للوطن، و عذاب الرغبة في بلوغ ما اغترب من أجله، إلا أنها رغم كل هذا تجربة مثمرة للغاية، و من خلالها، و عبر دهاليزها النفسية الملتوية خرجت إلينا إبداعات كثيرة و عظيمة، لذا لا نتعجب عندما نقر...
قراءة الكل
الاغتراب تجربة إنسانية فريدة، فبقدر ما تضع المغترب تحت ضغط نفسي، يتزايد طرديًا مع ظروف اغترابه و مسبباته، و تتركه ما بين عذاب الغربة و الحنين للوطن، و عذاب الرغبة في بلوغ ما اغترب من أجله، إلا أنها رغم كل هذا تجربة مثمرة للغاية، و من خلالها، و عبر دهاليزها النفسية الملتوية خرجت إلينا إبداعات كثيرة و عظيمة، لذا لا نتعجب عندما نقرأ ما كتبه الشافعي إذ يقول:ما في المقامِ لذي عقلٍ وذي أدبِ … مِنْ رَاحَة ٍ فَدعِ الأَوْطَانَ واغْتَرِبِسافر تجد عوضاً عمَّن تفارقهُ … وَانْصِبْ فَإنَّ لَذِيذَ الْعَيْشِ فِي النَّصَبِفي هذا الكتاب يروي علينا دسوقي أحمد، الطبيب المصري المقيم في ألمانيا، شيئًا من تجربته في الغربة، و قراءات متعمقة في المجتمع الألماني و الغربي من واقع تعامل و تعايش يومي مع هذا المجتمع، في شيء من الفكاهة التي لا تنقص ذلك الكتاب. ما بين حسناوات الباتليديس، و بين السيد هولشتاين و صرخاته، و بين حمادة النقابي و وزير السياحة المنتظر، ستنتقل من سطر لآخر و من فصل للذي يليه كي تكتشف فجأة أنك قد انتهيت من قراءة ما يزيد عن مائتي صفحة دون أن تشعر بمرور الوقت. كتاب يستحق القراءة، و ملاحظات و مشاهدات تستحق التأمل.