هذا الكتاب دعوة للفلسفة ، ليس للفلسفة التى يدرسونها ويدرسونها فى المعاهد ، ولا هو دعوة لفلسفة ما ولا حتى للفلسفة التى يزعم المؤلف أنه يقدمها فى ثنايا الكتاب ويره من كتاباته ، بل دعوة للتفلسف ، دعوة لأن نمارس حقنا الإنسانى فى أن نسأل ونتساءل ونسائل ، وهو حق نتمتع به ونمارسه كلنا ونحن أطفال ، ثم تسلبنا إياه شواغل الأيام ،ويسلبنا إ...
قراءة الكل
هذا الكتاب دعوة للفلسفة ، ليس للفلسفة التى يدرسونها ويدرسونها فى المعاهد ، ولا هو دعوة لفلسفة ما ولا حتى للفلسفة التى يزعم المؤلف أنه يقدمها فى ثنايا الكتاب ويره من كتاباته ، بل دعوة للتفلسف ، دعوة لأن نمارس حقنا الإنسانى فى أن نسأل ونتساءل ونسائل ، وهو حق نتمتع به ونمارسه كلنا ونحن أطفال ، ثم تسلبنا إياه شواغل الأيام ،ويسلبنا إياه ما يفرض على عقولنا من قيود ومسلمات . ولأن الكتاب دعوة لأن يستعيد عقلنا حقه فى التفكير الحر المستقل ، فإنه لايطالب القارئ بأن يقبل ما يعرضه فى ثناياه من فكر ، بل يريد من القارئ ان يأخذ كل ما فيه على انه تحد وإثارة ودعوة لأن يكون لنفسه فلسفته الخاصة . فالحياة بغير فلسفة هى حياة منقوصة ، اوهى - كما يقول سقراط - ليست حياة لإنسان . ليس هذا الكتاب مقدمة لدراسة الفلسفة وليس مدخلا إلى الفلسفة ، إنما هو مجاهدة فلسفيية خالصة ، تتضافر وتتلاحم فيها التأملات حول الحقيقة النهائية وحول المعرفة وحول القيم فى منظومة متسقة ، ساعيًا لأن يعود بالفلسفة لدورها الفاعل فى حياة الإنسان ، بعد ان حولتها الاتجاهات الحديثة إلى مجموعة من الدراسات التخصصية الهامشية والتتقنيات التى لايمكن لها ان تقرب المسائل النهائية التى نشأت الفلسفة أصلا لتجابهها
