يرجع ميلي إلى الإسلام إلى ما قبل ثلاث عشرة سنة حينما شرعت في مطالعة القرآن الكريم للمرة الأولى في عهد دراستي في الجامعة الأمريكية البيروتية، فولعت به ولعاً شديداً، وانصرفت على تلاوته مستعيناً بالكتب المزوّدة بحواشي التفسير لفهم معناه حتى أهملت البعض من دروسي المدرسية الأخرى، وكنت أطرب لتلاوة آيات القرآن، وكثيراً ما كنت أنزوي في ...
قراءة الكل
يرجع ميلي إلى الإسلام إلى ما قبل ثلاث عشرة سنة حينما شرعت في مطالعة القرآن الكريم للمرة الأولى في عهد دراستي في الجامعة الأمريكية البيروتية، فولعت به ولعاً شديداً، وانصرفت على تلاوته مستعيناً بالكتب المزوّدة بحواشي التفسير لفهم معناه حتى أهملت البعض من دروسي المدرسية الأخرى، وكنت أطرب لتلاوة آيات القرآن، وكثيراً ما كنت أنزوي في مصيفي تحت ظل الأشجار وعلى سفح جبال لبنان فأمكث هناك ساعات طوالاً أترنّم بقراءته بأعلى صوتي.إن صاحب العلم الصحيح هو ذاك الذي يشعر بجهله كلما زاد علماً وإيضاحاً وهو يتكبد كل ما ينطوي عليه هذا العلم والإيضاح من شقاء وعذاب فلا يفتر ولا يمل بعد اتضاح جهله فهو يسعى دوماً وراء الحقيقة مهما كانت مؤلمة مضحياً كل شيء في سبيل سعيه هذا. وليعلم صاحبي بأني مدين لعلمي إذ له الفضل الأكبر فيما نبّهه فيّ من الحس والطموح للسعي في التوصل إلى الحقيقة، وإظهار هذه الحقيقة بجرأة وإعلانها مهما كانت مؤلمة للبعض أو مضرة بنفسي.