الشقيري هو أحد القيادات الثلاث التي تولت مسؤولية النضال العربي الفلسطيني (السياسي والعسكري) من الخمسين سنة الأخيرة. كان أحمد الشقيري، بما طبع عليه من شخصية عظيمة، ومبادئ نبيلة أصيلة، مدرسة كبرى في الوطنية الصادقة المتأججة، والقيادة الرائدة المؤمنة الرشيدة، التفت على مبادئها، ونهلت من معينها، فئة من أبناء فلسطين مؤمنة بقضيتها، مد...
قراءة الكل
الشقيري هو أحد القيادات الثلاث التي تولت مسؤولية النضال العربي الفلسطيني (السياسي والعسكري) من الخمسين سنة الأخيرة. كان أحمد الشقيري، بما طبع عليه من شخصية عظيمة، ومبادئ نبيلة أصيلة، مدرسة كبرى في الوطنية الصادقة المتأججة، والقيادة الرائدة المؤمنة الرشيدة، التفت على مبادئها، ونهلت من معينها، فئة من أبناء فلسطين مؤمنة بقضيتها، مدت أيديها إلى الشقيري، وتآزرت وتعاونت معه، ما وسعها التآزر والتعاون، وسارت على الدرب، درب الكفاح والنضال، من أجل القضية الفلسطينية، شوطاً طويلاً، لقد أضاء الشقيري الشعلة وحمل الراية، ووضع الأسس والركائز، وأصّل الأصول وأثل المبادئ، من هذا المنطلق كان لا بد أن يشهد هذا الكتاب النور، متحدثاً عن الشقيري، معدداً مآثره ومتحدثاً ملياً عن جوانب كفاحه وجهاده، في مراحل حياته المختلفة، وجاء في ذلك بالكثير من الجديد والمفيد: تحدث عن الشقيري، بما يستحقه كإنسان ومثقف وكاتب... ومحام عظيم عن القضية الفلسطينية بخاصة، والقضايا العربية بعامة. كما تحدث عن الشقيري العالم والخطيب والداعية. وعن خلفياته العربية والإسلامية ونشأته الوطنية، منذ نعومة أظفاره.بالإضافة إلى ذلك وضع الكتاب دور الشقيري وخطواته العظيمة التي سارها، وسط طريق مفروش بالأشواك والدموع، من اجل إرساء كيان المنظمة على أسس راسخة، سياسية وقانونية وعلمية واقتصادية وعسكرية، كما أبرز الكتاب إيمان الشقيري بالوحدة العربية، وأهمية البعد القومي في التحرير، كما بلور العلاقة الحميمة بين تحرير فلسطين والوحدة العربية، بالإضافة إلى ذلك يبين الكتاب ما جبل الشقيري عليه، من تدين عميق، بريء من التزمت والتعصب والطائفية، موضحاً إيمانه بالبعد الإسلامي للقضية، والعالم الإسلامي كرديف للعالم العربي، وفلسطين في معركة تحرير الأرض المقدسة، أولى القبلتين وثالث الحرمين. إلى جانب ذلك أوضح الكتاب منهج الشقيري السياسي في رفض الاعتراف والصلح والمفاوضات أو ما يعرف بسياسة اللاءات الثلاث والتي نحن في حاجة إليها في معركتنا الطويلة ضد العدو الصهيوني.