يسعى الباحث في هذا الكتاب إلى إيجاد إيضاحات وتفسيرات للمصطلحات التي يتكرر استخدامها في الوثائق الشرعية، وهذه الشروح التي أعدها تنطلق أولاً بأول من خلال الوثائق ذاتها أو من المصادر المختلفة التي تتناول أوجهاً من التاريخ العثماني اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، والهدف من ذلك، بالدرجة الأولى، وضع دليل عمل يساعد الباحث الذي يجيد بعض ...
قراءة الكل
يسعى الباحث في هذا الكتاب إلى إيجاد إيضاحات وتفسيرات للمصطلحات التي يتكرر استخدامها في الوثائق الشرعية، وهذه الشروح التي أعدها تنطلق أولاً بأول من خلال الوثائق ذاتها أو من المصادر المختلفة التي تتناول أوجهاً من التاريخ العثماني اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، والهدف من ذلك، بالدرجة الأولى، وضع دليل عمل يساعد الباحث الذي يجيد بعض الصعوبات في فهم القضايا المتنوعة المضامين والمختلفة الأنواع، وتجربة الباحث مع الوثائق الشرعية أثبتا له إن الباحثين الشباب يجدون صعوبات عديدة في فهم المصطلحات والمفردات التي تستخدم في كتابة الوثائق ويعجزون عن تحديد دلالاتها، وهاجس الباحث الديني ليس إعداد الشروح والتفسيرات اللغوية للمصطلحات الوثائقية، بل يتعدى ذلك إلى وضع هذه الوثائق موضع الاستخدام في الأبحاث التاريخية والسوسيولوجية خصوصاً، لهذا فإن توضيح المصطلح يتوجب أن يشمل جوانبه اللغوية والتاريخية والاجتماعية، فتحديد الأصل اللغوي للمصطلح وتطوره التاريخي ودلالاته الاجتماعية أمور مترابطة بعضها ببعض لا يمكن الاستغناء عن إحداها إذا ما شرع في تأسيس سوسيولوجيا الماضي كمصدر من مصادر سوسيولوجيا الحاضر الراهن، من هنا فقد قسم هذا العمل إلى قسمين رئيسين: القسم الأول يشتمل على دراسته ذات طابع منهجي توضح علاقة التاريخ بعلم الاجتماع وضرورة التنقيب عن المصطلحات التي تعبر عن وصفيات ومؤسسات اجتماعية في سياق تطور تاريخي طويل، أما القسم الثاني فهو أشبه بجدول المصطلحات التي وجد الباحث ضرورة شرحها حتى تستقيم قراءة الوثائق.