الهندرة!؟ قد تبدو هذه الكلمة غريبة على مسامعنا لأول وهلة ولا غرابة في ذلك فهو كلمة جديدة في قاموس اللغة العربية كما أنها تعتبر من أحداث نظريات التغيير التي أحدثت ثورة في عالم الإدارة الحديثة، فهي في مضمونها تمثل مطالبة جريئة لإعادة النظر في كل ما أعتدنا القيام به من أعمال غلب على أدائها الروتين دون أن مسألة أنفسنا كأفراد وكمنظما...
قراءة الكل
الهندرة!؟ قد تبدو هذه الكلمة غريبة على مسامعنا لأول وهلة ولا غرابة في ذلك فهو كلمة جديدة في قاموس اللغة العربية كما أنها تعتبر من أحداث نظريات التغيير التي أحدثت ثورة في عالم الإدارة الحديثة، فهي في مضمونها تمثل مطالبة جريئة لإعادة النظر في كل ما أعتدنا القيام به من أعمال غلب على أدائها الروتين دون أن مسألة أنفسنا كأفراد وكمنظمات: هل ما نقوم به من أعمال وإجراءات يحقق الرسالة التي من أجلها نعمل؟، هل ما نقوم به يضيف قيمة تجعل من هذا العمل أو الخدمة أمراً يحقق رغبات وتطلعات عملائنا الذين هم محور اهتمام وعناية كل من يطمح إلى تحقيق النجاح في عصرنا هذا.إن أبرز ما يميز الهندرة عن غيرها من نظريات التغيير والتطوير أنها تمكن من إيجاد حلول جذرية لكل العقبات التي تعيق سير العمل وذلك من خلال دراسة وتحليل العمليات المختلفة والتي يتم من خلالها رؤية الصورة الشاملة لأسلوب العمل بالمنظمات المختلفة، كما أن الهندرة تساعدنا على الخروج من الروتين والنظرة الضيقة للعمل وعدم الشمولية والحلول السريعة لمشاكل العمل وغير ذلك مما اعتدنا عليه نتيجة للنظم والأساليب الإدارية التقليدية التي تدار بها أعمالنا اليوم.وبين أيدينا اليوم كتاباً يمثل إضافة جديدة إلى مكتبتنا العربية حول كيفية تطبيق الهندرة وبشكل مبسط وعبر منهج واضح حاول المؤلف فيه -ومن خلال تجربته العلمية- أن يقدم للقارئ الخطوات التفصيلية لتطبيق منهج الهندرة.والذي دعا الباحث "احمد بن صالح عبد الحفيظ" إلى تأليف هذا المرجع شح المكتبة العربية في توفير مرجع عربي لتطبيق هذا المبدأ، إذ أن أغلب المراجع فيه مكتوبة باللغة الإنجليزية -عدا ما تم ترجمته من كتب في هذا المجال وعدد قليل من المؤلفات. نضف إلى ذلك ما يلحظ على المناهج العلمية المذكورة في المراجع الإنجليزية من عدم توافقها بالكلية مع وضعنا في العالم العربي. فكان هذا المرجع الذي يهدف إلى تزويد كل من أراد أن يطبق منهج الهندرة بكافة المعلومات والخطوات اللازمة لتطبيقه، ولتكون مرجعاً سريعاً يشرح مراحل المشروع خطوة بخطوة بمنهج علمي تم إعادة تشكيله ليواكب طبيعة العمل في العالم العربي. كما أن هذا المنهج تم تطبيقه على العديد من المشاريع وأثبت نجاحات منقطعة النظير وهذا من أهم ميزاته.كما أن هذا المرجع يزود فرق العمل المسؤولة عن تطبيق مشاريع الهندرة بأهم الملاحظات الضرورية لإنجاح تلك المشاريع، وأهم الصعوبات التي يمكن أن تتعرض لها فرق العمل وكيفية التغلب عليها. وهو موجه خاصة إلى: فرق العمل المسؤولة عن تطبيق مشاريع الهندرة، كل شركة أو مؤسسة ترغب في تطبيق الهندرة، كل من رغب في التعرف على مفهوم الهندرة وأساسيات تطبيق منهجها.وللإحاطة بكافة جوانب الموضوع فقد قسم الباحث كتابه إلى سبعة أبواب يسبقها تمهيد يتطرق إلى تطور مفاهيم الإدارة عبر العقود المختلفة وصولاً إلى عهد الهندرة، ويشرح أشهر التعريفات لهذا المفهوم بشيء من التفاصيل، كما يقدم تعريفاً موجزاً لمنهج الهندرة.ويأتي بعد ذلك شرحاً مفصلاً لتطبيق منهج الهندرة يقع في سنة أبواب رئيسة، إذ يتحدث الباب الأول عن المرحلة الأولى للمنهج الخاصة بالإعداد والتخطيط التي يتم خلالها اختيار العملية المراد دراستها، وتشكيل اللجنة القيادية للمشروع اختيار وتدريب فريق العمل، ووضع وتحديد الرؤية المستقبلية للمشروع إضافة إلى وضع الخطة التفصيلية لمراحل المشروع.ثم يأتي الباب الثاني الذي يتحدث عن دراسة العمليات الحالية التي تبدأ بجمع المعلومات (الفنية والتنظيمية والاجتماعية) عن الوضع الحالي للعملية تحت الدراسة ومن ثم رسمها بالأساليب العلمية لرسم تدفق العمليات، ليتم بعد ذلك تحليلها وتحديد مواطن القوة والضعف بها.الباب الثالث يتحدث عن مرحلة استماع لصوت العملي، إذ يتم توضيح الأسلوب المتبع في ذلك من حيث تحديد العميل، والأسلوب الأنسب للوصول إليه، وتجهيز المعلومات التي سيتم مناقشتها مع العملاء، وطرق جمع المعلومات وتحليلها. أما الباب الرابع فيتحدث عن الإقتداء بالنماذج الناجحة.بعد ذلك نصل إلى الباب الخامس الخاص بمرحلة تصميم العمليات الجديدة وهذا الباب يتضمن شرحاً للأساليب المختلفة في تحديد فرص التطوير والتحسين مثل تحليل إسيا. والطريقة التي يتم من خلالها وضع التصور الجديد للعمليات تحت الدراسة وتقييمه. وينتهي هذا الباب بتوضيح اقتراحاً للنقاط الرئيسة التي يتضمنها التقرير النهائي لمشروع الهندرة.أما الباب السادس فيتحدث عن المرحلة الأخيرة من المنهج العلمي للهندرة والخاصة بالتطبيق والمتابعة، إذ يتم من خلاله توضيح المراحل المختلفة التي تتبع لضمان التطبيق الأمثل للتوصيات والاقتراحات. كما يتم توضيح أساليب المتابعة لضمان تطبيق التوصيات وتطوير العمل بعد التطبيق.ويتطرق الباب السابع لأهم عوامل النجاح والفشل في مشاريع الهندرة، بالإضافة إلى ذكر أكثر الأسئلة شيوعاً حول مفهوم ومنهج الهندرة ومحاورة الإجابة عليها من واقع الخبرة التي اكتسبها الباحث خلال عمله بمشاريع مماثلة مدعمة بنتائج استطلاع قامت شركة ProSci الأمريكية.