تتبع رواية 'موت المتعبد الصغير' حياة اللاجئين الفلسطينيين في واحد من مخيمات اللجوء في سورية إبان الستينيات من خلال رصد تجربة فتى يتأرجح بعواطفه وجسده وخيالاته بين عدد من الثنائيات الوجودية؛ الله والحبيبة، الوطن والمنفى، الجنة والنار، الخير والشر... وذلك من خلال التواتر السلس للواقع والأحلام.نقرأ مقطعاً مقتطفاُ من فاتحة الرواية ا...
قراءة الكل
تتبع رواية 'موت المتعبد الصغير' حياة اللاجئين الفلسطينيين في واحد من مخيمات اللجوء في سورية إبان الستينيات من خلال رصد تجربة فتى يتأرجح بعواطفه وجسده وخيالاته بين عدد من الثنائيات الوجودية؛ الله والحبيبة، الوطن والمنفى، الجنة والنار، الخير والشر... وذلك من خلال التواتر السلس للواقع والأحلام.نقرأ مقطعاً مقتطفاُ من فاتحة الرواية التي تتحدث عن مأساة قتل فتاة في الرابعة عشرة من عمرها على خلفية 'الشرف' بتواطؤ من الجميع: " فجأة اشرأبت الأعناق. هرع البعض لاستقبال موكب الأقارب القادمين للوداع. لم يشهد الشارع جمهرة أكبر من هذه منذ زيارة جمال عبد الناصر عام 1960. الزيارة التي جددت آمال الناس في تحرير فلسطين وها هم الآن، بعدما أدمنوا غياب الوطن السليب والحنين إلى منازلهم البعيدة يفتشون عن عبث إضافي يجددون به خواء الروح. اقترب الموكب. تحوّل الهمس إلى ضجيج وتعابير التشفّي والاسترحام والاستفهام عن تفاصيل الحب والحمل والولادة تلاشت في انتظار الهلاك المحدّق. وصل الموكب. كانت عمتها أول من ترجّل وشقّ طريقه وسط الناس. حيّتهم بابتسامة رمادية ملوّحة بالمنديل الأزرق الذي ستشنق به آسيا."