ما من أحد يماري في أن الدين يسر وليس عسراً، ولكن جمهور الفقهاء قلبوها رأساً على عقب، فجعلوا الدين عسراً وليس يسراً. لا مشاحة في أن الإسلام كان في بداياته الجنينية بسيطاً وفطرياً ومفهوماً، ولكن نمو المؤسسة الفقهية وتضخمها داخل رحم الدولة أدى إلى إثقال الدين بأحمال فقهية شديدة التعقيد وإرهاق المسلم بأحكام شديدة العناية والتكلف. لق...
قراءة الكل
ما من أحد يماري في أن الدين يسر وليس عسراً، ولكن جمهور الفقهاء قلبوها رأساً على عقب، فجعلوا الدين عسراً وليس يسراً. لا مشاحة في أن الإسلام كان في بداياته الجنينية بسيطاً وفطرياً ومفهوماً، ولكن نمو المؤسسة الفقهية وتضخمها داخل رحم الدولة أدى إلى إثقال الدين بأحمال فقهية شديدة التعقيد وإرهاق المسلم بأحكام شديدة العناية والتكلف. لقد اجتاح الفقه كل مسارب الحياة، وتبارى علماء الدين – قديماً وحديثاً – في تغليف تفاصيل الحياة الصغيرة بغلاف ديني سميك حتى لم يبق للمسلم في دنياه أي فسحة لم يقتحمها عليه فقيه. لهذا كله، لا عجب أن يبدو المسلم أشبه بعاجز وضائع، لا يجرؤ على المضي خطوة إلى الأمام، دون الاسترشاد بفقيه ينير له الطريق ويهديه إلى سواء السبيل.خالد عبدالله السعيد، المملكة العربية السعودية.ماجستير محاسبة، حائز على عدد من شهادات الزمالة المهنية في المحاسبة والإدارة المالية.حالياً يكتب مقالة أسبوعية في جريدة "الحياة". صدر له:الظلال الحزينة (قصص قصيرة من التاريخ الإسلامي)، دار كتابنا، بيروت، 2010.ليبراليات نجدية (مقالات حول التعددية والحرية ونقد الفكر الديني)، دار كتابنا، بيروت، 2010.أشهر الاغتيالات في الاسلام، دار الفارابي، بيروت، 2012.نقوش على الماءـ أحاديث عن العقل والمرأة والتشدد الديني، دار الفارابي، بيروت، 2012.
