إن دعوة الرسول الكريم "محمد بن عبدالله" عليه أفضل الصلاة والسلام – إلى ربه " اللهم حسن خُلقي كما حسنت خَلقي" دعوة للرغبة في الكمال، وحيث خُلق الإنسان في أحسن تقويم، بفضل الله – لذا فقول الله تعالى لرسوله: "وإنك لعلى خلقٍ عظيم" يدل على تحقيق الكمال.لذا فإن الإنسان السوي هو الذي يشعر بالجمال في نفسه حينما يتأمل قدرة الله في خلقه –...
قراءة الكل
إن دعوة الرسول الكريم "محمد بن عبدالله" عليه أفضل الصلاة والسلام – إلى ربه " اللهم حسن خُلقي كما حسنت خَلقي" دعوة للرغبة في الكمال، وحيث خُلق الإنسان في أحسن تقويم، بفضل الله – لذا فقول الله تعالى لرسوله: "وإنك لعلى خلقٍ عظيم" يدل على تحقيق الكمال.لذا فإن الإنسان السوي هو الذي يشعر بالجمال في نفسه حينما يتأمل قدرة الله في خلقه – ويسعى دائماً نحو إبتغاء الوصول إلى درجة من الكمال.وإذا أدركنا العدف الأساسي من التربية الفنية، لتوصلنا إلى حقيقة هامة .. أن الإنسان من خَلق الله وخليفته في الأرض، وعلى المخلوق الخليفة أن يسعى إلى إدراك إعجاز الله في مخلوقاته ببصر وبصيرة ليصل إلى المعنى الحقيقي للجمال – الذي يقوده إلى الفضيلة .. فلا يفسد في الأرض بتزيين من الشيطان بحجة تحقيق الجمال.ولأن التربية الفنية تنمي الفضيلة الأخلاقية، والتذوق الفني نوعاً من التسامي بالطاقة البشرية نحو نشاط رفيع، وهو علم يعتم بتشكيل السلوك الإنساني جمالياً ومعرفياً عن طريق الفن – فقد تضمن هذا الكتاب، إثنى عشر فصلاً .. كل فصل إختص ببعض المفردات الهامة – في إطار أهداف منها .. تنمية الجانب المعرفي للقارئ وتنمية الحس الجمالي تجاه المدركات البصرية وأيضاً إكساب الفرد الخبرات الضرورية لتنمية التذوق الفني.ومن منطلق ما سبق وإيماناً بأن كل عمل إنساني يتصف بالنقص مهما حاول الإنسان جاهداً التجويد، وإذا إعتبرنا الثقافة وعاءً تتحدد قيمته طبقاً لما يحتويه – فإن الضرورة تحتم إنتقاء المدخلات وتنقيتها من كل غريب عن القيم العليا، قبل سكبها داخل هذا الوعاء، وأن درجة الثقافة تتحدد بناء على ما يشمله ذلك الوعاء من أفكار وخبرات ومعارف متنوعة – لذلك فالإفادة من هذا الكتاب لا تخص المتعلم النظامي وحده – بل يفيد كل قارئ يسعى إلى فهم الذوق والجمال وتحقيقه في تفاعله مع المجتمع – ولأن الجمال الذي خلقه الله على الأرض ما هو إلا إختبار لسلوك الإنسان في الحياة – وهل سيقوده الجمال إلى الحق والخير فيحسن عمله – أم إلى غير ذلك "إنا جعلنا ما على الأرض زينةً لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً" سورة الكهف.د. أبو العباس عزام