تذخر مجتمعاتنا الإسلامية بل والشرقية بشكل عام ومجتمعات العالم الثالث على وجه الخصوص بظواهر تشكل أحد الأسباب الرئيسية في تراجعه وتخلفه وعدم سيره في ركب التطور والتقدم. والمشكلة الرئيسية تكمن في إنسياق الناس وخاصة جيل الشباب وراء مظاهر وعادات مقلداً فيها المجتمعات الغربية ظناً منه أن هذه المجتمعات المتقدمة على الصعيد التقني ومظاهر...
قراءة الكل
تذخر مجتمعاتنا الإسلامية بل والشرقية بشكل عام ومجتمعات العالم الثالث على وجه الخصوص بظواهر تشكل أحد الأسباب الرئيسية في تراجعه وتخلفه وعدم سيره في ركب التطور والتقدم. والمشكلة الرئيسية تكمن في إنسياق الناس وخاصة جيل الشباب وراء مظاهر وعادات مقلداً فيها المجتمعات الغربية ظناً منه أن هذه المجتمعات المتقدمة على الصعيد التقني ومظاهر التطور المدني إنما يعود تطورها لهذه التصرفات والعادات فيترك ما سرى في بلاده من عادات وتقاليد إجتماعية ويقلد الغرب في هذه المظاهر فإذا به يصاب بتخلف أشد، بل يصبح تابعاً للغرب حتى في هذه المظاهر، فإذا به دائم الإنتظار لما تنتجه هذه المجتمعات على صعيد الموضة والموسيقى الصاخبة حتى يصل إلى حدود التقليد في الشكل والهندام وتصبح العادات السيئة كالتدخين والخمر والمخدرات عادات مقبولة لدى هذا الجيل. كل ذلك لأن هذه المجتمعات المتطورة من الناحية الشكلية والمظاهر تعتبر هذه العادات السيئة بسبب الحرية الشخصية التي يسمح بها عندهم عادات مقبولة لا يتدخلون في منعها على صعيد التعاطي الشخصي فأراد شبابنا تقليدهم بذلك سعياً لتطور كتطورهم ولكن النتيجة كانت مزيداً من التخلف والتراجع. وفي هذا السياق أراد الشيخ حسان عبد الله من وراء هذا الكتاب أن يعالج بعض هذه الظواهر من عدة نواحي وخاصة من الناحيتين الفقهية والإجتماعية ولكن هذا لا يعني أن هذا الكتاب هو كتاب فقهي أو يسعى لإطلاق أحكام فقهية بقدر ما أراد من خلاله معالجة الظاهرة الإجتماعية إنطلاقاً من الحكم الشرعي أولاً ومن خلال دراسة هذه الظاهرة وآثارها على الصعيد الإجتماعي. وقد تعرض في هذا الكتاب للظواهر الإجتماعية التالية حيث تعرض في الموضوع الأول لظاهرة السحر والتنجيم والتعامل مع الجن، هذه الظواهر التي سرت في المجتمع بشكل لافت حتى بات هناك محطات تلفزة فضائية متخصصة لها وحتى بات عدد كبير من الناس لا يتحرك من مكانه إلا بعد أن يعرف طالعه. أما الموضوع الثاني فهو موضوع الأحلام وقد عنونها بالأحلام تقود تحركاتنا. كما خصص الموضوع الثالث بالمجتمع المتدين وتعاطيه مع مسألة الخيرة. وتحدث في الموضوع الرابع عن ظاهرة اليأس والإنتحار التي تعتبر ظاهرة في كافة المجتمعات خاصة تلك المجتمعات التي توصف بأنها متقدمة وركز في الموضوع الخامس على ظاهرة المخدرات والتدخين التي إنتشرت في مجتمعاتنا إنتشاراً رهيباً بعد أن أصبحتا ظاهرتين تفتكان بالمجتمعات الغربية . ووضع في هذا الكتاب تصوراً لكيفية العلاج بعد أن تعرض لأسباب الإنتشار. أما الموضوع السادس الذي تعرض له هو موضوع التحادث عبر الإنترنت الذي يعتبر بجدارة ظاهرة عصرية هي من مميزات هذا العصر اللذي سمي بحق عصر الإنترنت. وتحدث في الموضوع السابع عن العلاقات المفتوحة بين الجنسين وقد أراد من وراء هذا البحث أن يوضح النظرة الإسلامية للعلاقات بشكل عام وللعلاقة بين الجنسين بشكل خاص ومفهوم الإسلام للصداقة والحدود والضوابط التي يجب أن تحكم العلاقات وبالأخص ما يذخر به مجتمعنا من علاقات مفتوحة بين الجنسين. أما الموضوع الثامن الذي تعرض له هو موضوع القمار بأشكاله المختلفة، هذه الظاهرة التي تسبب دماراً هائلاً في مجتمعاتنا بل حتى في المجتمعات الغربية وهي تبدأ بتدمير العائلة إلى أن تصل إلى تدمير المجتمع