يمكن لدارس تاريخ الترجمة العربية أن يلاحظ دون كبير جهد أنه كان للفلسطينيين، كما لغيرهم من أبناء العروبة، ولا سيما من أبناء سواحل البحر الأبيض المتوسط، إسهاماً مبكراً نسبياً في حقل الترجمة يرجع إلى أوائل عصر النهضة العربية الحديثة، وتعود بواكير الإسهام الفلسطيني في هذا الحقل إلى منتصف القرن التاسع عشر، ومن أوائل الكتب التي ترجمت ...
قراءة الكل
يمكن لدارس تاريخ الترجمة العربية أن يلاحظ دون كبير جهد أنه كان للفلسطينيين، كما لغيرهم من أبناء العروبة، ولا سيما من أبناء سواحل البحر الأبيض المتوسط، إسهاماً مبكراً نسبياً في حقل الترجمة يرجع إلى أوائل عصر النهضة العربية الحديثة، وتعود بواكير الإسهام الفلسطيني في هذا الحقل إلى منتصف القرن التاسع عشر، ومن أوائل الكتب التي ترجمت في فلسطين كتاب مرشد الأولاد لفرنسيسكو سوافيواس عام 1860 من ترجمة يوسف دباس اليافي. على أن العقد الأخير من القرن التاسع عشر، بل بض السنوات الأخيرة عن انثناءة القرن، هو الفترة التي يمكن أن تسمى فترة البداءات، التي وضعت أساساً لما بعدها، ومنها يبدأ البحث الذي يتضمنه هذا الكتاب لينتهي عند عام 1985 وليس لهذا العام الأخير أية دلالة خاصة سوى أنه يعطي هذا البحث مسافة اطمئنان علمي شبه كافية. وقد وقف الباحث عند عام 1985 في القوائم الببليوغرافية، إلا أن التزامه بهذا التاريخ المحدد لم يكن ممكناً تماماً في ثنايا النقاش والتحليل، وقد طغت مادة البحث بين حين وآخر إلى التسعينات في حالات محددة اقتضاها السياق.