تتوفر معظم المراجع والكتب الدراسية لمقررات الهندسة الكيمائية خاصة والعلوم الهندسية عموماً في البلاد العربية بلغات أجنبية حيث يجد الطالب العلم والباحث معاناة كبيرة في فهمها واستخراج المعلومات منها ثم استيعابها، إن كان متمكناً لدرجة معقول من اللغة الأجنبية. أما إن كان إلمامه باللغة الأجنبية دون تلك-وهو ما نلاحظه في كلياتنا وجامعات...
قراءة الكل
تتوفر معظم المراجع والكتب الدراسية لمقررات الهندسة الكيمائية خاصة والعلوم الهندسية عموماً في البلاد العربية بلغات أجنبية حيث يجد الطالب العلم والباحث معاناة كبيرة في فهمها واستخراج المعلومات منها ثم استيعابها، إن كان متمكناً لدرجة معقول من اللغة الأجنبية. أما إن كان إلمامه باللغة الأجنبية دون تلك-وهو ما نلاحظه في كلياتنا وجامعاتنا-فلن تصله المعلومة المطلوبة كاملة فيكون تحصيله العلمي قليلاً وسطحياً.لذلك أردنا لهذا الكتاب أن يكون متناسقاً مع مقررات السنوات النهائية لدرجة بكلاريوس الشرف في الهندسة الكيميائية في جامعاتنا العربية. كما نأمل أن يستفيد منه المهندسون الكيمائيون وقطاع كبير من الفنيين والتقنيين من العاملين في مجالات الهندسة الكيميائية والصناعات المرتبطة بها وطلاب الكليات التقنية. وقد عكسنا فيه جزءاً من خبرتنا في التدريس الجامعي لأكثر من ربع قرن من الزمان في جامعة الخرطوم وجامعة الإمام المهدي وجامعة الملك سعود.فعمليات الانتقال تشكل أساس المقررات الدراسية في كليات ومدارس وأقسام الهندسة الكيميائية. ونظريات الانتقال المختلفة وتطبيقاتها هي الأساس العلمي والنظري للهندسة الكيميائية. كما أن الأجهزة المستخدمة لإجراء عمليات الانتقال متعددة الأنواع والأشكال وتتنوع طرق تصميمها وأساليب تقويم أدائها مما يستوجب الفهم الشامل والعميق لعمليات الانتقال وتوصيفها وتمثيلها رياضياً.لقد افردنا الجزء الثاني من كتاب "عمليات الانتقال للهندسة الكيميائية" للتقطير والتجزئة لأهميتهما حيث يعتبر التقطير أكثر أساليب وطرق الفصل جدوى اقتصادية وأكثرها استخداماً في الصناعات الكيميائية وصناعة تكرير النفط والبتروكيميائيات والصناعات الدوائية والغذائية ولعلنا لا نجد منشأة إلا وأبراج التجزئة وتحليلها واستخدامها وتطبيقاتها وتصميم أجهزة التجزئة والتقطير المتنوعة وتحديثها والتعامل معها مطلباً أساسياً عند أعداد المهندس وللمهني والعاملين في هذه المجالات.يتناول الفصل الأول مناقشة علاقات الاتزان بين طوري البخار والسائل، واشتمل الفصل الثاني على تطبيق أساليب التقطير-التقطير التفاوتي والتقطير الوميضي ثم التجزئة والتكرير-لفصل وتجزئة المخاليط ثنائية المكونات وتمت فيه أيضاً مناقشة أسلوب التبخير الومضي للخليط متعدد المكونات. وجاء الفصل الثاني كأكبر فصول الكتاب وهو-بلا منازع-الأساس للدراسة والدخول المتعمق لعمليات التجزئة والتقطير. كما أفرد الفصل الثالث لأساليب وطرق حسابات وتحليل عمليات تجزئة الخليط متعدد المكونات. أما الفصل الرابع فكان لمعالجة وتحديد كفاءة وفعالية الأجهزة ونماذج تقدير الكفاءة الموضعية وكفاءة الطبق وكفاءة البرج الكلية والعلاقة بينها. في الفصل الخامس يتم التعرف على أنواع الصواني والأطباق المستخدمة في أبراج التجزئة وأدائها وأيضاً مسألة تحديد وحساب قطر البرج، وأفرد الفصل السادس والأخير للتجزئة والتقطير في الأبراج المحشوة.
