بعد نجاحه الباهر في "مسيح"، و"سبينوزا" يأتي "أماديوس" انتصاراً لصوت الريح والموسيقى وللمدن العاطلة والقرن المهجورة. في "أحاديوس" تتبدى رؤية الكاتب الفلسفية للحياة وللنفس البشرية والطبيعة المخلوقة في ثنائياتها الضدية عندما يكتب حامد بن عقيل يطل على المرتزقة والقراصنة، والمجرمين والفقراء والنساك، هي محاولة لفهم الظواهر في شموليتها...
قراءة الكل
بعد نجاحه الباهر في "مسيح"، و"سبينوزا" يأتي "أماديوس" انتصاراً لصوت الريح والموسيقى وللمدن العاطلة والقرن المهجورة. في "أحاديوس" تتبدى رؤية الكاتب الفلسفية للحياة وللنفس البشرية والطبيعة المخلوقة في ثنائياتها الضدية عندما يكتب حامد بن عقيل يطل على المرتزقة والقراصنة، والمجرمين والفقراء والنساك، هي محاولة لفهم الظواهر في شموليتها، والغناء في شكليه الظاهراني والجواني والفيزيائي والروحي، ولمعنى الحياة في قوة استمرارها وسيرورة عطائها..."أماديوس" بحسب "عقيل": "هي الروح الأولى بين أرواح الموتى التي تستحق أن يفتت من أجلها روحه في هيئة قداس عبقري وشفاف".يجمع نصوص الكتاب سعي مشترك ينفرط في دراما كونية تولًف بين ما يتجلى في أحلام يقظتنا البدئية خارج حقيقة المادية البائسة والعادية جداً.ثنايات عديدة تجمع بين نصوص الكتاب، الفكر والمادة، الروح والجسد، الألم والفرح، الخطيئة والمغفرة، هي مرايا يطل منها الأديب بالفكرة في مغامرة انتقادية جريئة يتسلل فيها إلى عمق أذهان البشر ليقول لهم: "من منَا كان يعرف تحديداً ما يريد؟ عن الخطايا يكتب: "يتألمون كثيراً لأنهم يفعلون ذلك بخشوع ورهبة، يربطون الألم بالرب والأنبياء، وربما ببعض الصالحين، الله يعلم كل شيء، لكنهم لا يعرفون حقيقة أن يكون الله وحده هو القادر على نزع المسامير من أجسادهم كي يتحرروا، من هذه الفكرة التي لم تخطر ببال أحد منهم هي السبب في استمرار ألم رهيب وعفوي كهذا، إنهم يتألمون كثيراً، بحيث لم يعد للسماء معنى(...)".