تتقاطع الإتجاهات البنيوية فى النظر إلى النص الأدبى على أنه " نظام لغوى يعبر عن ذاته " أى على حد تعبير الشكليين : " ظاهرة لغوية سيميولوجية " وهو لا يأخذ مصداقيته من محاكاته الدقيقة للواقع ، كما لا يأخذها من نسق فكرى سابق عليه .. إنه يأخذها من إنسجامه مع نفسه وتنامية وفق قوانينه التى تشكل بها . " إنه تخييل وإبداع فقط " ، " كائن مس...
قراءة الكل
تتقاطع الإتجاهات البنيوية فى النظر إلى النص الأدبى على أنه " نظام لغوى يعبر عن ذاته " أى على حد تعبير الشكليين : " ظاهرة لغوية سيميولوجية " وهو لا يأخذ مصداقيته من محاكاته الدقيقة للواقع ، كما لا يأخذها من نسق فكرى سابق عليه .. إنه يأخذها من إنسجامه مع نفسه وتنامية وفق قوانينه التى تشكل بها . " إنه تخييل وإبداع فقط " ، " كائن مستقل بنفسه " . أى كما يقول الشكليون : " هو تصرف فى اللغة لا تمثيل للواقع " إن هذا الفهم لطبيعة النص الأدبى يصر على مبدأ " أدبية الأدب " الذى يعنى فيما يعنيه : عزل النص عن مبدعه أولا ، ثم عزله عن سياقه وشرطه التاريخى والإجتماعى ثانيا ، والإقتصار على دراسة علاقاته من الداخل ، وإبراز جمالياته دون أى التفات لمضمونه ثالثا . لقد أدرك فيما بعد أصحاب الإتجاه " البنيوى التكوينى " ومنهم الإشتراكيان : " غولدمان " و "ألثوسير " قصور هذه النظرة الشكلية إلى النص ، ودعا كل منهما إلى الإهتمام ببنية المضمون التى لا تتميز بطابعها اللغوى وأن كانت تتوقف على اللغة كوسيلة . وأكدا على أنه " لابد من العثور على منهج دقيق يؤدى إلى الكشف عن الأبنية الإيديولوجية الفنية " فالنص الأدبى ليس مجرد نظام لغوى يفسر نفسه بنفسه فحسب ، بل هو نظام يشير إلى واقع خارج عنه ، ومواز له ، سواء أكان هذا الواقع موضوعيا أو متخيلا أم محتملا . وكل دعوة إلى فصل النص عما يحيل إليه نرى أنها تصب فى النهاية فى المستنقع الآسن للشكلانية العقيمة التى تفصل الأدب عن الحياة ، ولا ترى فيه من جماليات إلا مايراه الآثاريون فى الجثث المحنطة.رواية القارئ