مكتبة الحروب الصليبية: ج1 - العرب والروم واللاتين في الحرب الأولى ج2 - العدوان الصليبي على مصر ج3 - العدوان الصليبي على بلاد الشام ج4 - الوحدة وحركات اليقظة العربية إبان العدواننبذة النيل والفرات:تعتبر الحركة الصليبية من الحركات العالمية الخطيرة التي عنى بها الكتاب والمؤرخون في الشرق والغرب عناية لم تنلها حركة أخرى. ولعل السبب ف...
قراءة الكل
مكتبة الحروب الصليبية: ج1 - العرب والروم واللاتين في الحرب الأولى ج2 - العدوان الصليبي على مصر ج3 - العدوان الصليبي على بلاد الشام ج4 - الوحدة وحركات اليقظة العربية إبان العدواننبذة النيل والفرات:تعتبر الحركة الصليبية من الحركات العالمية الخطيرة التي عنى بها الكتاب والمؤرخون في الشرق والغرب عناية لم تنلها حركة أخرى. ولعل السبب في ذلك يرجع إلى ما لها من طابع خاص وأهمية بالغة في تطور سير الأحداث، وفي تاريخ العلاقات بين الشرق والغرب، فضلاً عن ارتباطها الوثيق بحركة التوسع والاستعمار في العصر الحديث.لقد تناول هذه الحركة بالبحث والتحليل كثير من الكتاب المحدثين الذين استهدفوا تتبع حملاتها، وسرد وقائعها وأحداثها، ودراسة أسبابها ومسبباتها، والتعرف على آثارها ونتائجها عبر القرون الطويلة. ولا تزال دور المطابع تدفع بالعديد من الكتب في هذا الموضوع تحمل وجهات نظر متباينة، ومن هذه المؤلفات ما يحوي بين دفتيه أحداث قرنين أو ثلاثة قرون من الزمن، وهي الفترة التي شغلتها تلك الحركة، ومنها ما تناول فصلاً من فصولها أو حملة من حملاتها.وقد آثر بعض الكتاب الإيجاز دون إخلال، فاستعرضوا تاريخ الحركة من بدايتها، إلى نهايتها في كتب صغيرة. ولكن مما يؤسف له أن معظم من كتب عن الحروب الصليبية من أهل الغرب؛ إنما يعبرون عن وجهة نظر غربية، وعلى هذا جاءت الكثير من آرائهم بعيدة عن الحقيقة، ويبدو فيها تميزهم الصريح لبني جنسهم الذي يبلغ أحياناً حدّ التعصب والشطط.ويظهر هذا بوضوح في كتابات مؤرخين أمثال رينيه جروسيه ودانيال روبس ورهرشت. وعلى هذا أصبح من واجب الباحث المنصف المدقق، تناول مختلف الروايات بالحيطة والحذر وتحري الحقيقة البحتة، ومحاولة الكشف عنها.من هنا يأتي هذا الكتاب "العرب والروم واللاتين في الحروب الصليبية الأولى" بأجزائه الأربعة الذي يهدف إلى الوقوف أمام الأحداث والقضايا والمشاكل الهامة التي تتعلق بالحملة الصليية الأولى، وبالفكرة الصليبية نفسها، وصلتها بتاريخنا القومي، وهي التي تناولها كتاب الغرب من زاوية غربية حسبما أسلفنا، ثم العمل على تعليلها ونقدها واستنباط الحقيقة التاريخية منها، تلك الحقيقة التي هي فوق كل اعتبار وأسمى من كل شيء.هذا وإن قضايا الحملة الصليبية الأولى متعددة متشابكة متداخلة في بعضها، نذكر منها على سبيل المثال؛ الدافع الشخصي في قيامها، وأثر العامل الديني في تهيئة الجو والأذهان لها، ثم اتجاهاتها التوسيعية الاستعمارية في العالم العربي، وموقف اللاتين الكاثوليك وهم أهل الغرب الأوروبي من الإغريق البيزنطيين وهم المسيحيين الأرثوذكس، قبل الحملة الأولى وفي أثنائها، مع تتبع الآثار المترتبة على العلاقات التي قامت بينهما، وكذلك العلاقات العربية البيزنظية الصليبية وتفاعلها فيما بينها، ودراسة فكرة الوحدة العربية وحركات البحث واليقظة بين العرب إبان العدوان الصليبي، وغير هذه وتلك من المسائل التي حاول المؤلف معالجتها من واقع المصادر والأصول المعاصرة لتلك الفترة، بغية الوصول إلى أسلم النتائج وأصوبها.وهذه لمحة عن محتويات ومضامين كل جزء من الأجزاء الأربعة لهذا الكتاب. تناول الأول منها حلقات الحروب الصليبية التي شغلت ثلاثة قرون من الزمان، هي القرون الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر الميلادية (القرون السادس والسابع والثامن للهجرة) والتي تعتبر بدورها مرحلة رئيسية من مراحل الصراع العتيق بين الشرق والغرب منذ القدم وحتى يومنا هذا.وهو يلقي الضوء على طبيعة العلاقات المعقدة المتشابكة التي قامت بين أطراف الصراع وقتها، وهم أهل الغرب اللاتيني وأهل الشرق البيزنطي وأهل المشرق الإسلامي. وتناول الجزء الثاني حلقة أخرى من حلقات الصراع الصليبي الإسلامي، عندما قام الملك الفرنسي لويس التاسع بحملته على مصر في أواسط القرن الثالث عشر الميلادي (أواسط القرن السابع الهجري)، والتي كانت تستهدف الاستيلاء عليها لتحقيق باقي الأغراض الصليبية في منطقة الشرق الأوسط، وقد انتهت بهزيمة مريرة على ضفاف النيل.وتميز الجزء الثالث بأنه تناول حملة صليبية تعرضت لها بلاد الشام في أواسط القرن الثالث عشر الميلادي (أواسط القرن السابع الهجري) أهملتها المراجع الحديثة، من عربية وأجنبية على السواء، ذلك أنه بعد الهزيمة التي لحقت بالحملة الصليبية السابقة في مصر، اتجه قائدها لويس التاسع بغلول قواته إلى بلاد الشام، عساه أن يعوض خسارته في مصر، وكان نصيب هذه الحملة الجديدة، كسابقتها؛ الإخفاق والخذلان، ذلك أن ميزان القوى في الصراع الصليبي، كان قد اعتدل وقتذاك بشكل نهائي في صالح المسلمين.أما الجزء الرابع فكان عبارة عن دراسة مركزة في فلسفة الحروب الصليبية، وهي تتعلق، أساساً بالأطراف التي ساهمت في هذه الحروب، ومسرح الأحداث، وموازين القوى ومراكز الثقل في الصراع بين المسلمين والصليبين وقتها، وما يتصل بهذه القضايا من مفاهيم مثل الأفعال وردود الأفعال، والهجمات والهجمات المضادة، واتخاذ سياسة الهجوم أو الالتزام بسياسة الدفاع، والأسباب والمسببات وما يترتب عليها من نتائج وخواتيم، ثم ارتباط ذلك كله بالظروف الموضوعية، من سياسية واجتماعية واقتصادية وغيرها، التي سادت العالمين الإسلامي والمسيحي آنذاك، وما يمكن استخلاصه من وراء ذلك من آراء وأفكار.