حين أرهقتنا الطائرات قصفاً، احتمينا بورقة، وقلم.كلّ الذين استظلوا تحت سقف حروفهم نجوا، كل الحروف التي تنجو من الموت تستحق أن تُكتب.لم أكن أعرفُ هل سنحيا حتى هذه اللحظة، لكني حينَ كتبتُ رسالتي الأولى إليكِ ختمتها: سنسخر من الموتُ معاً يا رفيقة، سنحيا رغماً عن بني إسرائيل، لأننا لم نعبد العجل، ولم نحيا على أنقاض تاريخ.حين يبدو الم...
قراءة الكل
حين أرهقتنا الطائرات قصفاً، احتمينا بورقة، وقلم.كلّ الذين استظلوا تحت سقف حروفهم نجوا، كل الحروف التي تنجو من الموت تستحق أن تُكتب.لم أكن أعرفُ هل سنحيا حتى هذه اللحظة، لكني حينَ كتبتُ رسالتي الأولى إليكِ ختمتها: سنسخر من الموتُ معاً يا رفيقة، سنحيا رغماً عن بني إسرائيل، لأننا لم نعبد العجل، ولم نحيا على أنقاض تاريخ.حين يبدو الموتُ خياراً منطقياً وسط الحرب، تُصبح الحياة مصطلحاً يختلف تماماً عن الذي يرويه الشعراء، والكتّاب؛ غير التي يتحدثُ عنها النثّار كل مساء.وحدها الحرب يا صديقتي من تجعل للأشياء مسمّياتٍ أخرى.وقد كان؛ها نحنُ نسخرُ من الموت مرّةً أخرى، رغم أنه يُوهمنا أنه قد رحل، وهو في محض استراحة مقاتل، لا أكثر.ولأن التفاصيل وحدها لا تكفي لأخبركِ عن كل شيء، فقد خبّأتُ رسائلي إليكِ، مع ذكرياتي، لأتلوها عليكِ كلما استطعتُ إلى الحياة سبيلاً.وحين قرر الحرفُ النجاة من الموت، أراد أن يجمع نفسه بين دفّتي كتاب، ليُخاطبكم من ذات مسافة الموت التي عشناها .. المسافة صفر.