يشكّل هذا الكتاب دراسة ذات أهمية قصوى في جهود إصدارات مشروع دراسات الديمقراطية في البلدان العربية، وذلك نظراً إلى ما لمصر من دور رائد وثقل تاريخي في الواقع الثقافي والسياسي العربي، إلى جانب أهمية هذه الدراسة في القيام بدورها في استشراف مستقبل الديمقراطية في مصر وسبل الانتقال السلمي إليها كنموذج تقتدي به الدول العربية..فالمرحلة ا...
قراءة الكل
يشكّل هذا الكتاب دراسة ذات أهمية قصوى في جهود إصدارات مشروع دراسات الديمقراطية في البلدان العربية، وذلك نظراً إلى ما لمصر من دور رائد وثقل تاريخي في الواقع الثقافي والسياسي العربي، إلى جانب أهمية هذه الدراسة في القيام بدورها في استشراف مستقبل الديمقراطية في مصر وسبل الانتقال السلمي إليها كنموذج تقتدي به الدول العربية..فالمرحلة الحالية تشهد في مصر بعثاً للفكرة الديمقراطية، وإعادة طرحها على المجتمع، ومواجهة الملفات الصعبة التي تفرضها. وفي هذا الإطار، تتطلّب إشكالية الديمقراطية التوصّل إلى نقطة توازن تجمع بين دولة قوية ومجتمع مدني قوي؛ أي الجمع بين التعددية السياسية والحريات والحقوق الأساسية وتطوّر المجتمع الغني بمؤسساته السياسية والثقافية، وذلك دون إضعاف دور الدولة الذي يحتل مكانة مركزية في مشروع النهضة.الديمقراطية إذاً ليست أمراً صعب المنال في الواقع العربي، وإنما هي ممكنة شريطة الابتعاد عن ذهنية تحقير الذات. وفي مصر حقّق المشروع الديمقراطي إنجازات لا رجوع عنها؛ فهناك برلمان منتخب، وصحافة تتمتع بهامش ملحوظ من الحرية، وهناك حكم القانون والقضاء المستقلّ، كما يتّسع نطاق الحقوق والحريات المدنية والسياسية ليشمل المرأة والرجل معاً.فهل أن التحوّل الديمقراطي الحقيقي سيأتي في مصر «تحت الضغوط»؟ هل يأتي نتيجة «تفاعلات سياسية» من أعلى، أم من القاعدة الجماهيرية؟