الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِين، حمداً كثيراًَ طيباً مباركاً فِيه، كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَال وَجَّهَه وَعَظِيم سُلْطَانَه. وأشهد أَن لا إِلَه إلا الِلَّهِ، وأَن محمداً أَبًا الْقَاسِم رَسُول الِلَّهِ، سَيِّد الأَوَّلِين وَالآخِرِين وَخَاتَم النَّبِيِّين وَالْمُرْسَلِين وَإِمَامًا لِلْمُتَّقِين، صَلَّى الِلَّهِ عَلَيْه وَعَلَى ...
قراءة الكل
الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِين، حمداً كثيراًَ طيباً مباركاً فِيه، كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَال وَجَّهَه وَعَظِيم سُلْطَانَه. وأشهد أَن لا إِلَه إلا الِلَّهِ، وأَن محمداً أَبًا الْقَاسِم رَسُول الِلَّهِ، سَيِّد الأَوَّلِين وَالآخِرِين وَخَاتَم النَّبِيِّين وَالْمُرْسَلِين وَإِمَامًا لِلْمُتَّقِين، صَلَّى الِلَّهِ عَلَيْه وَعَلَى آلِه الطَّيِّبِين الطاهرين، وَأَزْوَاجُه أُمَّهَات الْمُؤْمِنِين, وَصَحِبَه الْغُرّ الميامين أَمَا بَعَد: فَهَذَا كِتَاب نَافع إِن شَاء الِلَّهِ تَعَالَى وأسميته: »سَيِّدَة نَسَاء الْعَالَمِين أَم الْقَاسِم خَدِيجَة بَنَت خُوَيْلِد رَضِي اللّه عنها« وَكُنْت مَن قَبَّل قَد عَمِلَت كتاباً فِي سيرة أَم المؤمَنين شِيَخَة نَسَاء عصرها عَائَشَة بَنَت أَبَي بَكر الصِّدِّيق رَضِي اللّه عَنْهَا وَعَن أَبَيها, والموسوم بالسيرة المعطرة فِي مَناقب أَم المؤمَنين عَائَشَة رَضِي اللّه عَنْهَا, وَلاَ رَيْب أَن فِي سيرة السَّيِّدَة أَم الْمُؤْمِنِين خَدِيجَة فِيه مَا لابد مَن مَعْرِفَتَه، وَهو أَنَّها أَوَّل مَن آمَنت مَن النَّاس بنبوة زَوْجَهَا ، بَل كَانَت بجانبَه عِنْدَمَا نَزَّل عَلَيْه الْوَحْي، ومَناقبَها وفضائلها جُمَّة سنتعرف عَلَيْه إِن شَاء اللّه تَعَالَى فِي هَذَا الْكِتَاب اللَّطِيف الْعَظِيم الشَّأْن. فإِنها كَانَت نَعَم الزَّوْجَة، وَقَفَت مَعَه حِين كَفَر النَّاس بَه، وأنفقت عَلَيْه مَن مَالَهَا حِين تَرَكَه الناس, فبحق أَن تَكُون سَيِّدَة نَسَاء الْعَالَمِين فِي الْجَنَّة رَضِي اللّه عَنْهَا. أسال اللّه تَعَالَى بمنه وكرمه أَن يَنْفَع بِهَذَا الْكِتَاب، وان يَغْفِر لجامعه وسامعه ومطالعه وَلِلْمُسْلِمِين آمِّين. المعتصم باللهأبو الْحَسَن تركي الدهماني