تتوالى سَيْرَ التَّابِعِين الْأَخْيَار، وموضوع هَذَا الْكِتَاب عَنْ الْإِمَام الْحَسَن الْبَصْرِيّ رضي الله عنه، وَلَا رَيْب أَن فِي تَتَبَّع أَحْوَال الصَّالِحِين والْعِبَاد والزُهَّاد لَهُ مَن الْفَوَائِد الْجَمَّة، لَمِ لَا وهؤلَاءِ الْقَوْم نهلوا مَن أَفْوَاه الصَّحَابَة الْكِرَام العلَم الوفِير، وحَفِظوا عَنهم هَذَا العلَم ...
قراءة الكل
تتوالى سَيْرَ التَّابِعِين الْأَخْيَار، وموضوع هَذَا الْكِتَاب عَنْ الْإِمَام الْحَسَن الْبَصْرِيّ رضي الله عنه، وَلَا رَيْب أَن فِي تَتَبَّع أَحْوَال الصَّالِحِين والْعِبَاد والزُهَّاد لَهُ مَن الْفَوَائِد الْجَمَّة، لَمِ لَا وهؤلَاءِ الْقَوْم نهلوا مَن أَفْوَاه الصَّحَابَة الْكِرَام العلَم الوفِير، وحَفِظوا عَنهم هَذَا العلَم حَتَّى وَصَل إِلَيْنَا، فَجَزَّأَهُم الله عَنا خَيْر الْجَزَاء.أَخَوَاني: أَن تَتَبَّع سَيْر الصَّالِحِين مَا هِي إِلَاَّ تهَذَيِبُ للنُفوسِ، والإمَام الْحَسَن الْبَصْرِيّ وَاحِدُ مَن أُولَئِكَ الَّذِين يُقْتَدَى بَهْم، فَقَد كَان النَّاس فِي زمَن الْحَسَن الْبَصْرِيّ يَجْلِسُون إِلَيْه، وَيَسْتَمِعُون إِلَى مواعظه البَليغة، بَل أَن بَعْضَهُم قَد تَفُوتَهُ هَذِه الدُرُوس فِيسأل مَن اسْتَمَع إِلَيْها , فِيطلبُ إِلَيْه أَن يَذكَّر لَهُ مَا سَمِعَ مَن هَذَا الإمَام الْجَلِيل.وَقَد عُرفَ عَن الْإِمَام الْحَسَن، الْفَصَاحَة وَسُرْعَة البَدِيهَة، سُرْعَة الْإِجَابَة فِي الْمَسْأَلَة، وَقَد كَان أَمِير الْمُؤْمِنِين عُمَر بَن عَبد الْعَزِيز شَدِيد الُحبّ لَهَذَا الْإِمَام لَمَا عُرَّفَ عَنهُ، الصَّلَاح وَالتَّقْوَى, فكَان يُكَاتِبَهُ وَيَطْلُبُ إِلَيْه مَناصحتهِ وَمَوْعِظَتهِ.وستتعَرَّف عَن أَحْوَال هَذَا الْإِمَام، عِبَادَتَه وزُهدهِ، و خَشِيتهُ مَن اللّه تَعَالَى، وَغَيْر ذَلِكَ وَالَّذِي سنُذَكَرَهُ فِي مَوَاضِعَهِ إِن شَاء اللّه تَعَالَى. واللّه اسْأَلُ الْعَوْنَ مَن عَنده، وَقَبُول عَمَلِنَا خَالِصًا لِوَجْهِه الْكَرِيم, وَمَا توفِيقي إلاَّ باللّه, عَلَيْه تَوَكَّلْتُ, وإِلَيْه أُنِيب.الَمُعَتصَمَّ بالَلَّه أبوُ الحَسَن تَرِكَيّ بَنْ الحَسَن الدَّهمَانيَّ