"أيها الطاعن في الموت، في الموت، في الموت"، "ماذا في يديك أيها الواقف بين المنعطفات، عاجزاً في الوحدة، وأمام العيون. كيف ستخرم خبايا الحدائق أو بعاد الأجنحة وتوحد أصواتاً هذا ما يقوله بول شاوول، الشاعر، وما يشعر به، شاهده أو قارئه بقوة. ولا نجد تعبيراً أقوى للتعريف به من تعبيره هو للتعريف بسواه: "رأيته وافداً بين أسراره، يطوق ال...
قراءة الكل
"أيها الطاعن في الموت، في الموت، في الموت"، "ماذا في يديك أيها الواقف بين المنعطفات، عاجزاً في الوحدة، وأمام العيون. كيف ستخرم خبايا الحدائق أو بعاد الأجنحة وتوحد أصواتاً هذا ما يقوله بول شاوول، الشاعر، وما يشعر به، شاهده أو قارئه بقوة. ولا نجد تعبيراً أقوى للتعريف به من تعبيره هو للتعريف بسواه: "رأيته وافداً بين أسراره، يطوق المدينة بين ذراعيه".لكنه، وهنا شمول التعبير، عناق أشبه بظاهرة تعبيرية، لوداع العالم، إنه "دخول كالذكرى". كثيرون يشاركون بول شاوول هذا الدخول-الذكرى، ويتميز هو بأن دخوله-الذكرى استباق للحياة المقبلة لتجاوز الموت، الظاهر والباطن لقطع هذه المغارة المميتة التي تهدر في أعماق الواقع، ويلتقطها الشاعر صادقاً، بحدسه الالتقاط الأعمق للوصول إلى الأعماق، بعيداً عن أي تواطوء لفهم سطحي بين القادرين على التعبير، وموضوعهم، وكثيرون سيشاركون عبر هذه الرؤية كما شارك هو الكثيرين، الطعن في الموت، مهما تنوعت حجم الطعنة أو مسافة النفاذ.