يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، ولك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى فللّه تعالى الحمد كما ينبغي لجلاله وله الثناء كما يليق بكماله، وله الحمد كما تستدعيه عظمته وكبرياؤه أما بعد:هذا الكتاب يتحدث عن المشروع المغولي وعوامل الانتشار وتداعيات الانكسار، ففي الفصل الأول يتكلم عن غزو المغول لبلاد...
قراءة الكل
يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، ولك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى فللّه تعالى الحمد كما ينبغي لجلاله وله الثناء كما يليق بكماله، وله الحمد كما تستدعيه عظمته وكبرياؤه أما بعد:هذا الكتاب يتحدث عن المشروع المغولي وعوامل الانتشار وتداعيات الانكسار، ففي الفصل الأول يتكلم عن غزو المغول لبلاد المسلمين، وعن أهمية دراسة تاريخهم والتعريف بهم وموطنهم الأصلي والقبائل التي يتكون منها مجتمعهم، وعن حياتهم الإجتماعية، ودينهم، وتداعي المجتمع المغولي قبيل جنكيز خان، والفوضى فيه ومحاولات توحيد القبائل المغولية، وأحوال العالم الإسلامي قبيل الغزو المغولي، كالخلافة العباسية، والأيوبيين في مصر والشام، وانتشار الموبقات، كالخمر، والجواري، والغناء والطرب. وفي المبحث الثاني، كان الحديث عن ظهور جنكيز خان على مسرح الأحداث وعن نشأته وتربيته، وكفاح والدته وزواجه واختياره خاناً على المغول، وعن حروبه وبداية توحيد القبائل تحت زعامته وبناء الإمبراطورية المغولية، وكانت هناك وقفات مهمة عن مقومات المشروع المغولي في عهد جنكيز خان، كشخصيته وأهم صفاته، كالشجاعة والسخاء والكرم والغيرة، والقسوة والإخلاص لأصدقائه ومعرفته للرجال وقيادته للقادة، ودستور الدولة (الياسا)، ونصوصه التاريخية وموقف الشريعة الإسلامية من الياسا، وأهمية كتابة أقوال ملوك المغول، وتنظيم واجبات خدمة الخان، والجيش المغولي، وأشار الكتاب إلى مجموعة من وصايا جنكيز خان لجيشه، وإلى طريقة التسلح والتجهيز لدى المغول، وأساليب القتال والاتصالات في الجيش وفقه القيادة، ومنهجهم في الحرب وسلوكهم مع المغلوبين والاهتمام بالخبرات، والاستفادة من الحكماء وأصحاب الرأي وعقدهم للمجلس العام (الكوريلتاي) كل سنة وحضور أهل الحل والعقد من المغول فيه، وتقليب الآراء وممارسة حق الحوار والنقاش والوصول إلى أهداف ثم الاتفاق على التنفيذ، والتحرك من خلال استراتيجية واضحة لدى قادة المغول، كما بين الكتاب عادات وتقاليد المغول الاجتماعية والخرافات التي انتشرت بينهم. وفي المبحث الثالث: فصل الكتاب الحديث عن إزالة المغول للدولة الخوارزمية، فلخص تراجم سلاطين خوارزم وبين طبيعة الصدام بين الخوارزميين والخلافة العباسية، وأسباب الغزو المغولي للخوارزميين، وتتبع الكتاب خط سير غزو المغول من بلاد ما وراء النهر واستيلاؤهم على مدينة أترار وجند وبنكت وخجنده وبخارى، وسمرقند، واجتياح الأقاليم الغربية من الدولة الخورزمية ووفاة محمد خوارزمشاه وتولى جلال الدين منكبرتي قيادة الجيوش الخوارزمية وحصار مدينة خوارزم واحتلالها، وذكر المؤلف وصف ابن الأثير لما حدث لخوارزم، وتحدث عن اجتياح خراسان والاستيلاء على بلخ واحتلال نسا والقضاء على أهلها ومذبحة مدينة مرو، والانتقام من أهالي مدينة نيسابور، وخضوع مدينة هراة، واحتلال إقليم غزنة ونهاية جلال الدين منكبرتي، ومقتله ووقفت على أسباب زوال الدولة الخوارزمية والتي من أهمها:1. فشل الخوارزميين في ايجاد تيار حضاري.2. كره الشعب لنظام الحكام وعدم ولائه له.3. النزاع الداخلي في الأسرة الخوارزمية.4. ضعف النظام الحربي الخوارزمي.5. حب الدنيا وكراهية الموت.6. ترك الاتحاد والوقوع في ظلم العباد.7. أنانية محمد علاء الدين الخوارزمي وهزيمته النفسية.8. شخصية جلال الدين منكبرتي.9. قصر نظر الخليفة الناصر لدين الله العباسي.10. غياب العلماء.11. المشروع المغولي.كما أشرت إلى وفاة جنكيز خان.وفي الفصل الثاني: كان الحديث عن سقوط بغداد. وفي المبحث الأول: تكلمت عن خلفاء جنكيز خان، وتقسيم ممالكه وانتخاب أوكتاي خاناً أعظم للمغول وعن مواصلة المغول زحفهم على البلاد الإسلامية، وفتحهم لأقاليم الصين الشمالية وغزوهم لأوربا ووفاة أوكتاي قآان وعن النظم والإصلاحات التي تمت في عهده ومعاملته لرعاياه من المسلمين وعن تولي كيوك خان زعامة المغول وسياسته مع المسيحيين وعن وفاته واختيار منكو خاناً أكبر على العرش المغولي وإصلاحاته الداخلية وتسويته بين طوائف الإمبراطورية المغولية وحرصه على تكوين تحالف بين المغول والمسيحيين، بشرط ان يكون الخان المغولي سيد العالم الوحيد وأصدقاؤه يعتبرون أتباعاً له أما أعداؤه فينبغي استئصال شأفتهم، أو اخضاعهم، وبينت جهود هولاكو في القضاء على الإسماعيلية واقتلاع جذورهم وتحرك جيوشه نحو بغداد وحصارها واستباحتها ومقتل الخليفة المستعصم بالله، والخراب الحضاري الذي لحق ببغداد وما فعل التتار مع مكتبتها الهائلة وبينت حكومة هولاكو (الحكومة الأيلخانية بالعراق) وإدارتها في عهد الجويني ووفود الملوك والأمراء على هولاكو، وتأملت في أسباب سقوط الدولة العباسية ووقفت مع كل سبب والتي كان من أهمها:1. غياب القيادة الحكيمة.2. إهمال العباسيين لفريضة الجهاد.3. إنعدام الوحدة السياسية في العالم الإسلامي.4. ضعف الجيش العباسي.5. ضعف عصبية الدولة.6. ضعف قيمة العهود.7. ضعف همم ملوك الأطراف.8. تنازلات سياسية دلت على الوهن العباسي.9. تعدد مراكز القوى.10. احتلال خطوط الدفاع الأولى.11. دور النصارى في سقوط الدولة العباسية.12. دور الحكام المسلمين في إسقاط الدولة العباسية.13. ابعاد الكفاءات النادرة.14. مناقشة العلويين.15. الترف وأثره في زوال الدولة العباسية.16. الوصول إلى آخر نقطة من الانحلال والتدهور.17. تدهور الأوضاع الإقتصادية.18. الصراع الداخلي في بغداد.19. خيانات الشيعة((الوزير ابن العلقمي)).20. تمرس فرسان التتار وقوة الإمبراطورية المغولية.وأشرت إلى نتائج سقوط بغداد، والتي منها:1. زوال النفوذ الأدبي والروحي.2. بغداد مدينة ثانوية.3. تدهور العلوم ومكانة اللغة العربية4. البهجة والفرح لدى النصارى.5. القاهرة عاصمة الخلافة.6. انتشار الشيعة.7. تفجر طاقات الأمة (قانون التحدي).وكان لهذا الحدث الجلل، تأثيره العميق في نفوس المسلمين جميعاً وكان أشد وقعاً وأعظم تأثيراً في نفوس الشعراء منهم، فنظموا المراثي التي تشيع الأسى في النفس وتثير الشجون، وكان من تلك المراثي مثل قول الشاعر شمس الدين الكوفي الواعظ حيث قال:عندي لأجل فراقكم آلامفإلام أُعذَل فيكم وأُلامإلى أن قال:إن كنت مثلي للأحبة فاقداًأو في فؤادك لوعة وغرامقف في ديار الظاعنين ونادهميا دار ما ضعت بك الأياموقال:والله ما اخترت الفراق وإنماحكمت عليَّ بذلك الأياموفي الفصل الثالث: تكلمت عن دولة المماليك وعن أصولهم ونشأتهم وعن نظام التدريب والتربية والتعليم والمراحل التي يمرّون بها وعن نظام التخرج وانهاء الدراسة ولغتهم ورابطة الاستاذية والزمالة بينهم وجهودهم في دحر الحملة الصليبية السابعة وصور من شجاعتهم وعن أسباب هزيمتهم ونتائجها والتي كان من أهمها:1. ارتفاع شأن ومكانة المماليك.2. وعجز فرنسا عن تحقيق أهدافها.وعن مقتل تورانشاه وزوال الدولة الأيوبية وكيفية مقتل تورانشاه؟ واسباب سقوط الدولة الأيوبية والتي من أهمها:1. توقف منهج التجديد والإصلاح.2. الظلم.3. الترف والانغماس في الشهوات.4. تعطيل الخيار الشوري.5. النزاع الداخلي في الأسرة الأيوبية.6. موالاة النصارى.7. فشل الأيوبيين في إيجاد تيار حضاري.8. ضعف الحكومة المركزية.9. ضعف النظام الإستخباراتي.10. غياب العلماء الربانيين عن القرار السياسي.11. وفاة الملك الصالح نجم الدين وعدم كفاءة وريثه.وكان حديثي عن شجرة الدر هل هي أيوبية أم مملوكية؟ وكيف تولت سلطنة مصر؟ وموقف الخليفة العباسي والعلماء وعامة الناس من توليها الحكم، وكيف خلعت نفسها ورشحت عزالدين أيبك لتولي السلطنة وتزوجته بعد ذلك؟ وبينت حكم الشريعة الإسلامية في تولي المرأة للولاية العامة، وأشرت للمخاطر التي تعرض لها عزالدين أيبك في حكمه، كالخطر الأيوبي والصليبي، ومحاولة لويس التاسع استغلال فرصة النزاع بين المسلمين، وتردد السفارات بين ملوك مصر والشام ولويس التاسع ومساعي الخليفة العباسي في الصلح بين المماليك والأيوبيين، وموقف المماليك من تمرد القبائل العربية في مصر، وتصدي عزالدين أيبك لخطر زملائه المماليك ومقتل الفارس أقطاي، ومقتل السلطان أيبك وشجرة الدر بعد ذلك.وتحدثت عن سلطنة علي ابن المعز ثم تولي سيف الدين قطز، وترتيبه للأمور الداخلية. وفي الفصل الرابع: كان الحديث عن معركة عين جالوت الخالدة وانكسار المغول، وتتبعت تحرك المغول بعد سقوط بغداد، وبينت كيف تم احتلال المغول لبلاد الشام والجزيرة، ووضحت مشروع الكامل الأيوبي لمواجهة التتار وكيف استشهد عند دفاعه البطولي عن ميّافارقين، فقد صمدت المدينة الباسلة وظهرت فيها مقاومة ضارية بقيادته ونظراً لطول الحصار الذي فرضه المغول على المدينة، نفذت الأرزاق من داخلها وعم القحط وانتشر الوباء وتهدمت الأسوار من شدة ضرب المنجنيقات حتى هلك أكثر سكان المدينة، فقد وقعت المجاعة فيها بسبب الحصار الطويل وفي عام 658هـ/1260م سقط آخر معقل للمقاومة في الجزيرة ودخل التتار ميّافارقين فوجدوا جميع سكانها موتى، ما عدا سبعين شخصاً نصف أحياء وقبضوا على الكامل الأيوبي فعنفه هولاكو وأمر بتقطيعه وأخذوا يقطعون لحمه قطعاً صغيرة ويدفعون بها إلى فمه حتى مات ثم قطعوا رأسه وحملوه على رمح وطافوا به في البلاد وذلك سنة 657هـ/1259م إلى أن وصل دمشق، فعلّقوه على باب الفراديس، حتى أنزله الأهالي ودفنوه.