إنها قصائد تشي بعمق العلاقة بين الشاعر وبين الارتباط بالوطن والجذور المغروسة في داخله، فتصبح حياتها الوطن والوطن الشاعر، عندما تلتحم الروحين في وشائج علاقة يصعب الفكاك منها. ووسط المحنة تكبر الثقوب في الجسد » وتلتاع حدائق الروح » يا إلهي.. قرب ثمر الشجرة مني» كي ارمم بالعبير دمي، » يا إلهي.. لا تقرب ثمر الشجرة مني، كي أظل هكذا.....
قراءة الكل
إنها قصائد تشي بعمق العلاقة بين الشاعر وبين الارتباط بالوطن والجذور المغروسة في داخله، فتصبح حياتها الوطن والوطن الشاعر، عندما تلتحم الروحين في وشائج علاقة يصعب الفكاك منها. ووسط المحنة تكبر الثقوب في الجسد » وتلتاع حدائق الروح » يا إلهي.. قرب ثمر الشجرة مني» كي ارمم بالعبير دمي، » يا إلهي.. لا تقرب ثمر الشجرة مني، كي أظل هكذا..» أفوح بالنيران.. كل قصيدة من قصائد الديوان إذا استثنينا التجربة الصوفية لديوان الوجد، الذي سبق صدوره منفردا، والذي تكرس للبوح الروحي في التعبير عن الحرية، فان اشعارها اسقاطات لما يعانيه الوطن من محنة إبتدأت في الاحتلال وما تبع الإحتلال، فتكاد تقلب السفينة من هول مشاعرها تجاه ما يحدث للوطن، متتبعة بخطوات المشاعر الملتاعة، ماساة أمة ووطن. الصواريخُ تفتح جرحي وتودعُ فيه مزيداً من الموت » دجلة مقفلة ٌ ،» والإشارة ما بين خطوي وشاطئها تتكسرُ » بين الردى والرجاء…» أخبئُ دجلة في نبض أمنيتي » وعيون العراق على جبهة الكون » نافورة من دماء …» وشبعاد وسط الدجى ساعدان » يضمان جرح العراق. يتداخل في شعرها الواقع بالتاريخ ورموزها من صلب تاريخ العراق، وهي بهذا تؤكد عمق الارتباط الذي تنشجه، وتتداخل الفنون لتعبر عن اختيار مفردات تنتقيها وكانها تؤلف قاموسا لاشعارها، لذلك تمنحنا شعور بالتجلي والاندماج مصحوبة بالدهشة، وتشكل اشعارها نقلة نوعية في بناء القصيدة العربية الحديثة.
