تشعبت العلوم الحكمية والكلامية منذ نشأتها المواكبة لنشأة الفكر الإسلامي، وتعرضت عبر مسارها التطوري لما تعرض له مجمل الفكر الإسلامي من ازدهار حيناً وانتكاسات حيناً آخر تبعاً لملمات التي أصابت المجتمع بأسره، ولكنها ما فتئت تشكل المعبر الضروري للولوج في شتى العلوم الإنسانية.يبدو أن ارتباط هذه العلوم بالذات الفردية أكثر من ارتباطها ...
قراءة الكل
تشعبت العلوم الحكمية والكلامية منذ نشأتها المواكبة لنشأة الفكر الإسلامي، وتعرضت عبر مسارها التطوري لما تعرض له مجمل الفكر الإسلامي من ازدهار حيناً وانتكاسات حيناً آخر تبعاً لملمات التي أصابت المجتمع بأسره، ولكنها ما فتئت تشكل المعبر الضروري للولوج في شتى العلوم الإنسانية.يبدو أن ارتباط هذه العلوم بالذات الفردية أكثر من ارتباطها بالعقل الجمعي تبعاً لميدانها ذي الصلة بالإيمان ولموضوعها المتعلق في معرفة الله والوجود انطلاقاً من التفحص والتأمل الفردي، تمكنت هذه العلوم من تجاوز تداعيات عصور الانحطاط والقمع الفكري والنكوص العام الذي شهده الإنتاج الثقافي والحضاري الإسلامي بأقل قدر ممكن من التأثيرات السلبية عليها، إن لم نقل أنها استفادت من الأجواء السلبية لتنمو بشكل مستقل بعيداً عن تلك التداعيات.هذا الكتاب "خلاصة العلوم الحكمية والكلامية" لمؤلفه الباحث الإسلامي السيد بسام مرتضى، يعتبر بجدارة محاولة جادة لتقديم هذه العلوم بخلاصة جامعة ووافية لها لتمكين جمهور القراء، المتخصص منهم كأساتذة وطلاب الجامعات والحوزات الدينية، أو غير المتخصص من الإطلاع على هذه العلوم بمختلف أوجهها وما توصلت إليه.