ثمة زمرة من المثقفين الهيغليين الكبار كان من قدرهم أن غمطوا حقهم من جهة عناية الدارسين بفكرهم. وبين شهرة فلسفة الأب الروحي النظرية – هيغل، وشهرة فلسفة الأبن الروحي العملية – ماركس، بقي هؤلاء في طي الغمرة. يجد القارئ، في هذا الكتـاب، محاولة للنظر في فكر اثنين منهما – ألكسندر كوجيف وإريك فايل – الذين نظرا في أمر "الحداثة" بأدق نظر...
قراءة الكل
ثمة زمرة من المثقفين الهيغليين الكبار كان من قدرهم أن غمطوا حقهم من جهة عناية الدارسين بفكرهم. وبين شهرة فلسفة الأب الروحي النظرية – هيغل، وشهرة فلسفة الأبن الروحي العملية – ماركس، بقي هؤلاء في طي الغمرة. يجد القارئ، في هذا الكتـاب، محاولة للنظر في فكر اثنين منهما – ألكسندر كوجيف وإريك فايل – الذين نظرا في أمر "الحداثة" بأدق نظر، والذين تجرأ على إعلان "نهايتها"، بل "نهاية الفلسفة" و"نهاية التاريخ"، وذلك بما لم بجرؤ عليه أحد من قبلهما، وبما لم يدركه أحد من بعد غور بعدهما. وهو نظر لم يكتف فيه المؤلف بمجرد الوقوف على أنظار هذين المفكرين الهيغليين – الذين أسسا لأحد أعرق مدارس الفكر الفلسفي الحديث التي صارت تعرف اليوم باسم "المدرسة الهيغلية الفرنسية" - في شأن "الحداثة" بالوصف التحقيق، وإنما تجاوز ذلك إلى محاولة "تأصيل" أنظارهما، بدءاً من "بسائط المفاهيم" التي استندا إليها، و"استشكال" أمر نظرهما في شأن "الحداثة"؛ وذلك ليس بتتبع "ما فكرا فيه" ونظرا، وإنما أيضاً لاستطلاع طلع "ما لم يفكرا فيه" وأعرضا؛ عنينا ظاهرة "العدمية" – ذاك الضيف غير المحبوب الذي ما فتئ يهدد الحداثة أكبر تهديد. يقع الكتاب في 615 صفحة، ويتألف من مقدمة وإثنتي عشر فصل، في قسمين، يعالج القسم الأول موضوع نظرية الحداثة في فكر الكسندر كوجيف والقسم الثاني يعالج نظرية الحداثة في فكر إريك فايل.
