الذي يميز نزار قباني عن غيره من شعراء العربية الذين عاصروه اللغة العفوية والشفافة والبسيطة التي يكتب بها قصائده ولعل هذا ما جعل -إضافة إلى موضوع الشعر لديه قصائده على كل لسان خصوصاً بين الشبان والشابات. وقد اصطلح نقاد الشعر على الإشارة إلى الخصوصية التي يتميز بها نزار قباني عن غيره من حيث استخدام المفردة، وتوظيفها دلالياً ومن حي...
قراءة الكل
الذي يميز نزار قباني عن غيره من شعراء العربية الذين عاصروه اللغة العفوية والشفافة والبسيطة التي يكتب بها قصائده ولعل هذا ما جعل -إضافة إلى موضوع الشعر لديه قصائده على كل لسان خصوصاً بين الشبان والشابات. وقد اصطلح نقاد الشعر على الإشارة إلى الخصوصية التي يتميز بها نزار قباني عن غيره من حيث استخدام المفردة، وتوظيفها دلالياً ومن حيث الموسيقى. والمؤلفة باعتبارها شاعرة تستجلي في هذا الكتاب ملامح الأسلوب النزاري وتستكشف أبرز التقنيات التي يستخدمها الشاعر للتعبير عن المعاني والموضوعات التي صنعت لغته.والكتاب يقع في فصول أربع، الفصل الأول عرضت فيه المؤلفة للبنية الإيقاعية في شعر نزار قباني، وقدمت في الجزء الأول نبذة موجزة عن الإيقاع في الشعر العربي، وقد وجدت أن الإيقاع توظيف خاص للمادة الصوتية في الكلام يظهر في تردد وحدات صوتية في السياق على مسافات متقايسة بالتساوي أو بالتناسب لإحداث الانسجام. وإن الشاعر هو المتحكم الأول والأخير في تشكيل هذا الإيقاع باستعماله اللغة، فهو يعيد تنظيم هذه اللغة ويعيد تنظيم الأصوات ليخلق ذلك التشكيل الإيقاعي (الإيقاع).أما الجزء الثاني فإنها قدمت دراسة عن تطور البنية الإيقاعية في شعر نزار قباني، إذ اتخذ نزار التسلسل التاريخي المتدرج بدءاً من القصيدة العمودية وصولاً إلى قصيدة التفعيلة حيث لعب الجانب الإيقاعي دوره في هذا التطور من قصيدة العمود إلى قصية التفعيلة.وفي الفصل الثاني قامت بدراسة المعجم الشعري شعر نزار، وقدمت إحصاء للحقول الدلالية للمفردات التي تتكرر مراراً (الفرح، الحزن، الحياة، والموت). وقد لاحظت المؤلفة أن الجسد احتل مساحة واسعة في دواوين نزار قباني. وتبرز في الفصل الثالث أهمية الصورة الشعرية في شعر نزار حيث تعرضت لكيفية توظيف الشاعر لمفردات الحياة اليومية وتشكيل صورة الشعرية، كما بحث في عناصر اللون والحركة ولعبة الأشكال، وتوصلت إلى أن أكثر الألوان استخداماً في شعر نزار هو اللون الأحمر الذي يرمز للثورة والرغبة الجنسية والتمرد.ثم تناولت في الفصل الرابع بعض الظواهر الأسلوبية التي تفضي إلى رؤى نزار الشعرية ورصدت بعض ما يميز تجربته الشعرية من حيث ظاهرة التكرار، والتشبيهات المتكررة، والإكثار من المفردات غير العربية، كما عرضت لصورة المرأة من خلال الرجل وصورة الرجل من خلال المرأة، كما لا تغفل البعد الفلسفي في شعر نزار من خلال الخيوط المتشابكة التي تمثل رؤيته للحب والجمال والحياة والسياسة.