حاول المؤرخ "الهادي التيمومي" إخضاع مقدمة ابن خلدون لقراءة جديدة حقاً. وقد استنطقها حول خلفيات الإشارات الاقتصادية الواردة فيها واكتشف أن تلك الإشارات وإن كانت لا تشكل نظرية في عام الاقتصاد فإنها كانت تنبئ بما صاغه بعض علماء الاقتصاد الأوربيين من نظريات في فترة تشكل النظام الرأسمالي.ولعل أهم ما توصل إليه الباحث هو أن تلك الإشارا...
قراءة الكل
حاول المؤرخ "الهادي التيمومي" إخضاع مقدمة ابن خلدون لقراءة جديدة حقاً. وقد استنطقها حول خلفيات الإشارات الاقتصادية الواردة فيها واكتشف أن تلك الإشارات وإن كانت لا تشكل نظرية في عام الاقتصاد فإنها كانت تنبئ بما صاغه بعض علماء الاقتصاد الأوربيين من نظريات في فترة تشكل النظام الرأسمالي.ولعل أهم ما توصل إليه الباحث هو أن تلك الإشارات لم تكن فقط نتاج عبقرية ابن خلدون وإنما كانت كذلك نتاج تحولات نوعية مست القاعدة المادية للمجتمعات المغاربية منذ العهد الموحدي تقريباً. وقد استشعر ابن خلدون بتلك التحولات وإن بشيء من الضبابية. كما دلل الباحث على أن عصر ابن خلدون لم يكن عصر تخلف وإنما كان عصراً منعرجاً: فإما الإقلاع أو النزول إلى الهاوية.وكان ابن خلدون متشائماً وحبذا لو كذب التاريخ تشاؤمه.