بعد "شعبة الزيتون" (2010) و"الطاعون في طيبة" و"الحبّة السوداء" و"سنابل وقنابل" (2011)، الى جانب مجموعته الشعرية "شظايا الأيام وفواصل الأحلام"، يتناول الروائي والشاعر الجزائري أبو العباس برحايل (1947)، في روايته الصادرة مؤخراً عن "دار الفارابي" "السيف والرصاص"، وقائع العيش في زمن الصدامات الدائمة بين أناس يبغون حقّاً طبيعياً لهم،...
قراءة الكل
بعد "شعبة الزيتون" (2010) و"الطاعون في طيبة" و"الحبّة السوداء" و"سنابل وقنابل" (2011)، الى جانب مجموعته الشعرية "شظايا الأيام وفواصل الأحلام"، يتناول الروائي والشاعر الجزائري أبو العباس برحايل (1947)، في روايته الصادرة مؤخراً عن "دار الفارابي" "السيف والرصاص"، وقائع العيش في زمن الصدامات الدائمة بين أناس يبغون حقّاً طبيعياً لهم، وسادة متسلّطين على بيئة ومجتمع وشعب. وفي سياق كتابته الأدبيّة عن خمسين سنة من استقلال الجزائر، يستكمل برحايل، ما كان بدأه في "شعبة الزيتون" و"سنابل وقنابل" و"الحبّة السوداء"، لجهة الكتابة عن ملحمة الجزائر الكبرى، إذ أن حياة الجزائر في الـ50 سنة الماضية مرصودة بدقة في كل جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بكل صراعاتها وتجليّاتها، ريفاً وقرية ومدينة، فضلاً عن شذرات من ماضي الجزائر، قريبه والبعيد، ولا سيما ثورة التحرير الكبرى. ويقدّم المقطع المنشور على الغلاف الأخير للرواية صورة متواضعة عن مضمون امتدّ على 391 صفحة وخمسة عشر فصلاً من دون عناوين.أخذ أحد ضباط قوات الأمن يمسك بأذن مكبّر الصوت المحمول يخاطب المتجمهرين المكبّرين ويحذرهم من التقدم، ويدعوهم أن يدخلوا مساكنهم قبل أن يداهمهم الموت وهم لا يشعرون.. أحد الشبان المراهقين يفلت من الكتلة البشرية ويسعى نحو سيارة شرطة عابرة، ويرميها بجسم حارق.. يسقط المراهق المغرر به إثر طلقات نارية.. وتململت الحشود بسقوط المراهق وتحركت صاخبة هائجة أكثر.. وينهال عليها وابل من القنابل المسيلة للدموع والرصاص الذي لا يدرى إن كان مطاطيا أو حياً.. هرج ومرج.. الكل يركض في كل اتجاه متاح، وهم يحاولون تكميم أفواههم ومناخرهم اتقاء غازات القنابل المسيلة للدموع ..ساد دخان القنابل كل شيء كالضباب العتيم .. طلقات رصاص مجهولة الهوية هنا وهناك لا تتوقف إلا لتنطلق.. انفجارات.. صراخ.. دماء ودموع.. نار ودخان.. نحيب هنا وزغاريد هناك.. اختلط الحابل بالنابل.. طائرة عسكرية حوامة تحوم حول المكان، على علو منخفض جداً حتى لتكاد تلامس سطوح البنايات، هزيمها الرعدي يغطي على كل صوت حين مرت فوق رؤوسنا...