هل الإسلام دولة سياسيّة محدودة أم دعوة إلهيّة للناس كافّة؟ وهل جاء ليلغي الديانات السابقة ويكفّر أصحابها أم جاء مصدّقاً لها؟ هل يجوز إجبار الناس على الدخول في الإسلام بحدّ السيف، أم إنّ الإسلام جاء الكفالة الحريّات الدينيّة، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر؟ وماذا إذن عمّا أطلق عليه "فتوحات إسلاميّة"، أو "غزوات" للنبي صلى الله عليه...
قراءة الكل
هل الإسلام دولة سياسيّة محدودة أم دعوة إلهيّة للناس كافّة؟ وهل جاء ليلغي الديانات السابقة ويكفّر أصحابها أم جاء مصدّقاً لها؟ هل يجوز إجبار الناس على الدخول في الإسلام بحدّ السيف، أم إنّ الإسلام جاء الكفالة الحريّات الدينيّة، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر؟ وماذا إذن عمّا أطلق عليه "فتوحات إسلاميّة"، أو "غزوات" للنبي صلى الله عليه وسلم؟من هم "الّذين آمنوا" الّذين خوطبوا مراراً في القرآن الكريم، وما الفرق بينهم وبين الّذين هادوا والنصارى والصابئين؟هذا غيض من فيض الأسئلة الجريئة الّتي تصدّى لها المفكّر السودانيّ الشيخ (النيّل أبو قرون) في كتابه هذا، نافضاً الغبار عن أربعة عشر قرناً من الأفكار والممارسات الّتي وجدنا عليها آباءنا وما تناقله السلف دون تمحيص، حتّى لو كانت نصوصهم المنقولة تطعن في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً أو تشكّك في القرآن العظيم، مستنداً، في حججه الدامغة، إلى كتاب الله وعصمة نبيّه صلى الله عليه وسلم، وبالتالي فإنّ من يقرؤه سيشعر بمقدار أصالته، فهو لا يقلّد السابقين في تفسيراتهم، ولا يتقيّد بها، بل لا تجد في مادّته رجوعاً إلى مصادرهم في ما يخالف القرآن العظيم وعصمة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يرى بعضهم في نصوصه حقائق صادمة، ذلك أنّ قروناً كثيرة مضت دون اجتهاد وتجديد، ولهذا فإنّ خير قراءة لهذا الكتاب هي أخذه بالمحبّة بعيداً عن التعصّب الأعمى والإنغلاق والخوف.