أقدم هذه الكنوز كما هي دون تدخل مني إنني أقدم إغراءات بمنتهى الأناقة لكل باحث ودارس، من خلال هذا الكتاب، ليطل على ما لم يعرف عن إبراهيم من أثر واضح في محيطة، بدءاً بفدوى وانتهاءً بالمتلقين من قراء ومستمعين، على رغم أن ثمة نصوصاً شعرية ماجنة وقاسية نقلت بالمشافهة عن إبراهيم، لم أستطع تثبيتها! على غناها وأهميتها البالغة.وربما لم ي...
قراءة الكل
أقدم هذه الكنوز كما هي دون تدخل مني إنني أقدم إغراءات بمنتهى الأناقة لكل باحث ودارس، من خلال هذا الكتاب، ليطل على ما لم يعرف عن إبراهيم من أثر واضح في محيطة، بدءاً بفدوى وانتهاءً بالمتلقين من قراء ومستمعين، على رغم أن ثمة نصوصاً شعرية ماجنة وقاسية نقلت بالمشافهة عن إبراهيم، لم أستطع تثبيتها! على غناها وأهميتها البالغة.وربما لم يكن في خاطر شاعرنا أن هذه الكنوز سيطلع عليها أحد سوى الذين وجهت إليهم الرسائل، وهو لشدة قربهم منه لم يتأنق ولم يفتعل في كتابتها، بمعنى أنه لم يؤصلها ليدفعها إلى النشر في هذه الصحيفة أو تلك، ومن هنا تكتسب هذه المواد أهمية خاصة جداً، لأنها نتاج خرج من دواخل إبراهيم دون أن يخضع لرقابة القارئ المفترض إنها صفحات تشف عن شخصية شاعرنا دون حجاب أو طلاء. إنها المرآة الأكثر قدرة على توضيح إبراهيم كما هو دون قناع أو مكياج، ولعل هذا ينطبق أشد الانطباق على أشعاره الماجنة تلك لأنها بالتأكيد لم تكتب لتنشر...في البداية رأيت أن أتناول بالبحث الظواهر البارزة التي ضمها ديوان إبراهيم بعد أن مهدت بدراسة أحاطت بتفاصيل الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية التي عاشتها فلسطين في النصف الأول من القرن العشرين، وعرجت على حياة إبراهيم أقلبها، لأوضح شخصيته والعوامل التي شكلتها وأثرت فيها، وذلك في الباب الأول.ومن ثم بدأت بدراسة مضمون الديوان فوجدت أن السخرية والمفارقة، والجنس والموت، كانت الركائز التي قام عليها مضمون ديوان إبراهيم ومحتواه، فكان الباب الثاني إضافى إلى فكره السياسي. وفي الباب الثالث، درست بعض الظواهر الرئيسة التي رأيت أنها تشكل جزءاً مهماً من جماليات ديوان إبراهيم ومحتواه: هي: معارضات إبراهيم ونقائضه، واللافتة والموتيف في شعره.وقد كرست الباب الرابع لدراسة الروافد الثقافية والشكل الفني والصورة والرمز والموسيقى، للوقوف على تفاصيل البناء الفني الذي شاده إبراهيم في شعره، والتعرف إلى مواطن القوة والجمال، في مقابل الضعف والانحسار في هذه البنية الفنية. وختمت الرسالة بخاتمة أجملت فيها ما توصلت إليه من نتائج، وهذا هو الكتاب الأول الذي يتضمنه هذا المجلد، وهو "الساخر والجسد" الذي يتناول شعر إبراهيم طوقان بالدراسة والتحليل، وقد صدرت الطبعة الأولى منه العام 1992م.أما الكتاب الثاني فهو استكمال للكتاب الأول، بمعنى أنه تناول قصيدة شهيرة من قصائد الشارع وهي "الثلاثاء الحمراء" فعملت على تأصيلها تاريخياً، ومن ثم دراستها وتحليلها، لأهميتها وتميزها البالغين، وقد صدرت الطبعة الأولى منه العام 2002م. ولعله لا بد من تقرير حقيقة حول الشاعر إبراهيم طوقان الذي توزع نتاجه بين المقالة والقصيدة والحديث الإذاعي، لذا قمت بتحقيق كل أوراق الشاعر، وهو ما لم يعرف عنه فوجدت قصائد جديدة ومقالات وأحاديث إذاعية ورسائل، فجمعتها في كتاب هو الثالث في هذا المجلد وهو بعنوان "الكنوز" أو ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان. وقد صدرت الطبعة الأولى منه العام 1998م.أما الكتاب الرابع في هذا المجلد فهو دراسة خاصة ومكثفة كرستها لإضاءة الرسائل التي كان بعثها إبراهيم طوقان لشقيقته فدوى، حيث سيجد القارئ الأهمية الخاصة لهذه الرسائل وما أحدثته من تأثير انعكس على تجربة قدوى طوقان، مثلما كشف جانباً مهماً في تجربة إبراهيم طوقان، وقد صدرت الطبعة الأولى منه تحت عنوان "هذا ما لزم" العام 2000م. إنني أعود لأضع بين يدي التاريخ والدارسين ما لم يعرف عن إبراهيم الشاعر الكاتب والمعلم والناقد، والإنسان، في محاولة لإنصاف هذا العبقري من خلال إضاءة ما خفي من نتاجه، الذي لم ير النور لغير سبب.
