الإمام المهدي من المهد إلى الظهور

إن التحدث عن الإمام المهدي عليه السلام يكون تحدثاً عن موضوع ديني عقائدي له غاية الأهمية، وله الصلة الكاملة بالإسلام والمسلمين. إن شخصية الإمام المهدي تعتبر حقيقة إسلامية، ومسألة من أهم المسائل الدينية، وتعتبر من صميم الدين الحنيف. وليس أسطورة كتبها الشيعة تسلية لأنفسهم المضطهدة.وليست نظرية أو فكرة اختمرت في بعض الأذهان تخفيفاً أو تحذيراً للآلام التي كانت الشيعة تشعر بها. وليست خرافة اختلقها القصاصون وألصقوها بالإسلام. وليست مهزلة تاريخية. بل إنها حقيقة إسلامية واقعية، تليق بالاهتمام، وتجدر بالدراسة والوعي، وتستحق كل تقدير وانتباه.إنها امتداد للإسلام والقرآن، إنها مسألة جوهرية مهمة بشر بها القرآن الكريم، وتحدث عنها الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في مواطن كثيرة ومناسبات عديدة، وبشّر بها أئمة المسلمين عليهم السلام شيعتهم، بل بشروا بها الأمة الإسلامية جمعاء.وكتب عنها العلماء والمحدثون والمفسرون والمؤرخون على مرّ القرون، وألفوا الكتب المفصلة حول الموضوع بالذات.إذن، فالموضوع استراتيجي جداً، فريد من نوعه، وحيد في ذاته، يمتاز بمزايا كثيرة خاصة، كثر حوله النقاش، وتضاربت في رحابه الآراء، وطاشت الأقلام، وطغت عليه الأقوال، فآمن به قوم، وتحير قوم، وسكت آخرون، وسخرت طائفة من طائفة، كل ذلك حول شخصية الإمام المهدي عليه السلام.والتحدث عن الإمام المهدي عليه السلام في هذا الكتاب يشتمل على المواضيع الآتية: من هو الإمام المهدي؟ اسمه ونسبه، البشائر في القرآن بالإمام المهدي، البشائر في السنة النبوية... البشائر في أحاديث أهل البيت عليهم السلام. هل ولد الإمام المهدي؟ كيف غاب عن الأبصار؟ الغيبة الصغرى، النواب الأربعة، من الذي رآه في الغيبة الصغرى؟ الغيبة الكبرى، من الذي رآه في الغيبة الكبرى؟ كيف عاش إلى هذا اليوم؟ متى يظهر؟ أوصاف الإمام المهدي وعلائمه، علائم ظهوره، الذين ادعوا المهدوية كذباً وزوراً، كيف يظهر ومن أين يبدأ؟؟ كيف تخضع له الدول والحكومات؟ ثم ماذا يكون بعده؟ حياة المجتمع في عصره، كم سنة يحكم؟ كيف تنتهي حياته؟ كيف يحكم إذا ظهر؟ وهناك بحوث أخرى تندمج ضمن هذه المواضيع.