نبذة النيل والفرات:إذا كان العرب على دقة في الإحساس باللغة، وروايتها، ورواية الشعر الذي يمثل بحق ديوانهم، فإن ذلك كله يعتبر تقدماً كبيراً بالنسبة لعصرهم، بل ويعتبر هادياً لمن يريد تطوير البحث في اللغة أو رواية الشعر والأدب بصورة عامة، والأصمعي واحد من كبار علماء العربية في القرن الثاني للهجرة، وممن أضافوا لتراثنا اللغوي والأدبي ...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:إذا كان العرب على دقة في الإحساس باللغة، وروايتها، ورواية الشعر الذي يمثل بحق ديوانهم، فإن ذلك كله يعتبر تقدماً كبيراً بالنسبة لعصرهم، بل ويعتبر هادياً لمن يريد تطوير البحث في اللغة أو رواية الشعر والأدب بصورة عامة، والأصمعي واحد من كبار علماء العربية في القرن الثاني للهجرة، وممن أضافوا لتراثنا اللغوي والأدبي رصيداً ضخماً، وعلى الرغم من أن عوادي الزمن قد آتت على بعض مؤلفاته... فإنك قلما تجد كتاباً في اللغة أو رواية الأدب لا يرد فيه ذكر الأصمعي.. والكتاب الذي بين يدينا يعنى بدراسة جهوده في النقد والتقويم، فقد ترك الأصمعي كتاباً في فحولة الشعراء تضمن آراء نقدية وتقويمية فضلاً عن آراء أخرى حرصنا على جمعها من المظان لتقديم الأصمعي ناقداً..وقد قسم هذا الكتاب إلى فصلين، الفصل الأول محاولة لدراسة شخصية الأصمعي العلمية والثقافية والمؤثرات التي دخلت فيها، قتحقق من إسمه وكنيته وسلسلة نسبه وأسرته المتعلمة، وعرض لإلتزامه الديني وأخلاقه وقوة ذاكرته التي وعت جميع فروع المعرفة العربية في عصره، فشهد له بذلك علماء عصره، وعرض كتعصبه لقوميته العربية ولغته، وشهرته، فخلص من أثر ذلك كله لتحديد ملامح شخصية والمؤثرات التي دخلت فيها، وإستقر أبعاد ثقافته فعرض للأصمعي، القرئ والمحدث واللغوي والنحوي والمحدث واللغوي والنحوي الشاعر، وإهتمامه بالأمثال والأنساب ثم تحقق من مصادرة الشخصية وعمله الميداني، ومنزلته العلمية وعلاقته بعلماء عصره والخلفاء التي كانت سبباً في شهرته، ثم قدم قائمة بآثاره ومصادره في الرواية، وطريقته في الرواية..وفي الفصل الثاني مهد للنقد، وتناول جهد الأصمعي في نقد وتقويم الأشعار العربية، بدءاً بمنهجه التاريخي برواية ملاحظات الجاهلين النقدية، وآراء أساتذته التي تأثر بها في ميله إلى التعميم في الحكم.ولما كانت أحكامه كانت أحكامه النقدية تحمل جملة مقاييس مختلفة فقد أفرد لكل مقياس بحثا مستقلاً، فعرض لموقفه من الشكل والمضمون في القصيدة، ومرونته في الحكم على الشعر المحدث حين جعل التجديد في اللفظ والمعنى وإعجابه بشعر الشعراء المتأخرين، وموقفه من السرقات الأدبية الذي كشف فيه عن قدرته الفائقة في فهم الشعر.وإنصرف البحث إلى جهده في كتابه (فحولة الشعراء) الذي يعد من أقدم الكتب النقدية التي وصلت إلينا من تراث العربية.. عرض للآراء التي ذهبت إلى ترجيح تأليف الكتاب حسب منهجه إلى شعراء فحول وعند فحول وفرسان، وإيلائه الأهمية لأثر البيئة، كما عرض إلى إهتمامه بالعامل اللغوي الذي كان دافعاً لرفضه الإحتجاج بشعر بعض الشعراء الجاهلين، حيث كان يرى في شعرهم أثر العامل الحضاري.وخلص إلى تأكيد نسبته إلى الأصمعي وعرض إلى تقسيم الشعراء وإلتفت البحث إلى الحس النقدي المرهف لدى الأصمعي وعنايته بالصور البيانية مما جعل صوته النقدي متميزاً في القرن الثاني للهجرة، حتى فاق أساتذته، وأسهم مع علماء عصره في تكوين المدرسة البصرية التي كان همها الإستيعاب الشامل للرواية اللغوية وتوثيق رواية الشعر، وإعتماد النقد الداخلي للنص، والكشف عن الشعر المنتحل وإتخاذ موقف من شعر المحدثين..