جاء الإسلام بعد خمسة قرون ونصف من ظهور المسيحية التي كانت رسالة سماوية أنزلت على السيد المسيح لتصحيح مسار رسالة موسى عليه السلام التي سبقتها بخمسة عشر قرناً. وكان الفكر البشري عند ظهور الإسلام قد مرّ بأطوار كثيرة. أبرز مقوماتها التوحيد الذي دعت إليه جميع الأديان السماوية، ثم جاءت الفلسفات فطرحت على الأمم والمجتمعات مفاهيم مختلفة...
قراءة الكل
جاء الإسلام بعد خمسة قرون ونصف من ظهور المسيحية التي كانت رسالة سماوية أنزلت على السيد المسيح لتصحيح مسار رسالة موسى عليه السلام التي سبقتها بخمسة عشر قرناً. وكان الفكر البشري عند ظهور الإسلام قد مرّ بأطوار كثيرة. أبرز مقوماتها التوحيد الذي دعت إليه جميع الأديان السماوية، ثم جاءت الفلسفات فطرحت على الأمم والمجتمعات مفاهيم مختلفة؛ بل ومتعارضة بين التوحيد والوثنية. فكانت في مواجهة عند ظهوره فلسفات ثلاث كبرى هي: الفلسفية الغنوصية الشرقية، والفلسفة الإغريقية، والفلسفة اليهودية المسيحية الغربية التي تشكلت خلال القرون الخمسة السابقة للإسلام. ولما كان الإسلام ديناً ومنهج حياة، ونظاماً متكاملاً للفرد والمجتمع والعقل والقلب، فقد كان من الضروري، وقد انطلق في طريقه يزحف كالإعصار تجاه المدن القديم’، ويواجه الحضارات الفرعونية والفارسية والهندية والرومانية وفكرها.كان لا بد من الوقوف موقفاً واضحاً من الفلسفات الشرقية والغربية على السواء، ليكشف عن جوهر الأصيل ومفهومه الحق في مختلف القضايا والمسائل التي يطرحها العقل الإنساني في كل العصور. وهذه هي المحاولة التي أراد مؤلف هذا الكتاب "الإسلام في مواجهة الفلسفات القديمة" تحقيقها من خلال هذه الدراسة. أي بعبارة مختصرة وضع هذه الفلسفات القديمة جميعاً في ضوء الإسلام، للانتقال من ثم إلى المرحلة الثانية. تلك هي مرحلة الدور الذي قام به الإسلام في بناء الفكر الإنساني، ثم كيف صدر عنه الفكر العربي الحديث بمذاهبه وفلسفاته ونظرياته، وما هو موقف الإسلام اليوم من هذا الفكر الفلسفي الحديث والمعاصر.