يأتي الكتاب الّذي بين أيدينا إستكمالاً لكتاب "تعلّميّة اللغة العربيّة" في جزءيه الأوّل والثاني، وهو يندرج في إطار مشروع تقديم أدوات عملٍ للباحث والمعلّم والطالب العربيّ في ميدان تعليم اللغة العربيّة وتعلُّمها بأنشطتها كافّة.تكمن فرادة هذا الكتاب في أنّه يعالج موضوع تقويم تعلّم اللغة العربيّة كباب أوحد إذ ينطلق من الأساس النظريّ ...
قراءة الكل
يأتي الكتاب الّذي بين أيدينا إستكمالاً لكتاب "تعلّميّة اللغة العربيّة" في جزءيه الأوّل والثاني، وهو يندرج في إطار مشروع تقديم أدوات عملٍ للباحث والمعلّم والطالب العربيّ في ميدان تعليم اللغة العربيّة وتعلُّمها بأنشطتها كافّة.تكمن فرادة هذا الكتاب في أنّه يعالج موضوع تقويم تعلّم اللغة العربيّة كباب أوحد إذ ينطلق من الأساس النظريّ المتعارف عليه في الوقت الحاضر في التقويم، ويحاول تطبيق ذلك على كفايات تعليم اللغة العربيّة في نشاطاتها كافّة عاملاً على إلحاق كلّ مفهوم نظريّ بتطبيق عمليّ يبيّن كيفيّة إستثماره؛ من هنا أتت تسمية هذا الكتاب "تقويم تعلّم اللغة العربيّة دليل عمليّ".ولكي يكون مضمون الكتاب متطابقاً مع عنوانه فقد عمل المؤلف على تضمينه مجموعات من المسائل العمليّة التي تنتقل بالقارئ من الإطار النظريّ المتوفّر في المراجع الّتي تعالج موضوع التقويم إلى الحيّز العملي، فتساعده في التهيّؤ لمعالجة الصعوبات العمليّة الّتي تواجه المعلّم في عمله التعليميّ اليومي.وكما عمل في الجزء الثانيّ على تقديم كلّ فصلٍ من فصوله بتمهيد وبما يصبح القارئ قادراً أن يقوم به بعد الإنتهاء من قراءته، وعلى تذييله بمختصر للأفكار الرئيسيّة الّتي نستنتجها من قراءة هذا الفصل وببعض الموضوعات للتفكير والنقاش فقد سار المؤلف على النهج عينه في هذا الكتاب إيماناً منّه بضرورة مساعدة القارئ على تحصيل أكبر قدرٍ من الفائدة من قراءته هذا الكتاب، وأضاف في نهاية كل فصل عدداً قليلاً من المراجع التي يستحسن العودة إليها للتوسُّع والإستزادة.ولعلّ ما دفعه إلى وضع هذا الكتاب ما رأه من ضرورة ماسّة في توضيح العديد من المفاهيم التقويميّة الّتي أتت بها المناهج الجديدة، في تصويب ما ساد منها بصورة غير صحيحة في أوساط المعلّمين والمهتمّين بشؤون التربية والتعليم نتيجة الإعداد غير الكافي الّذي خضعوا له أو التأهيل السريع الّذي إتَّبعوه، وفي اللحاق بركب التقدم الّذي يسير عليه التقويم في البلدان المتقدّمة؛ إذ من واجب كلّ باحث ودارس أن يساهم في توطين المعرفة العلميّة المتقدّمة؛ إذ من واجب كلّ باحث ودارس أن يساهم في توطين المعرفة العلميّة المتقدّمة في بلادنا عن طريق البحث في مفاهيمها والتأكد من صحتّها وتناسبها مع بيئتنا التربوية والتعليميّة.وهذا ما دفعنا بصورة خاصّة إلى معالجة قضيّة التقويم بالكفايات الّتي هي من أحدث ما توصّل إليه الباحثون في ميدان التقويم في البلدان المتقدّمة مطبّقين ذلك على تعليم اللغة العربيّة بكفاياتها كافّة وعاملين على إيضاح ما هو ضروريّ من المفاهيم والوسائل والتفسيرات الّتي لا مناص لمعلّم اللغة العربيّة من التعاطي معها بيسر ولباقة لإنّها تشكّل الأساس الضروريّ لكلّ عملٍ تقويميّ.وقد استفضنا في شرح ذلك لأنّنا نعتبر أنّ ذلك يشكّل نقطة ضعف كبيرة عند المعلّمين عموماً وأنه لا يمكننا أن نقوم بالتقويم كما يجب إلاّ إذا كانت هذه المفاهيم واضحة وضوحاً يسمح بإستثمارها استثماراً دقيقاً في عمليّة التعليم والتعلّم.