كان الباحثون الأمريكيون والغربيون الموالون للنهج الأمريكي، قد أخذوا منذ الثمانينات، يبحثون ويدرسون المعالم الثقافية والاثنية والدينية والطائفية والاقتصادية والاجتماعية لجميع دول منطقة أوراسيا، بهدف التوصل إلى الأسلوب الأنجع لتمكين الولايات المتحدة من السيطرة على هذه المنطقة الحساسة من العالم. وباتت المنطقة الممتدة من جبال الأورا...
قراءة الكل
كان الباحثون الأمريكيون والغربيون الموالون للنهج الأمريكي، قد أخذوا منذ الثمانينات، يبحثون ويدرسون المعالم الثقافية والاثنية والدينية والطائفية والاقتصادية والاجتماعية لجميع دول منطقة أوراسيا، بهدف التوصل إلى الأسلوب الأنجع لتمكين الولايات المتحدة من السيطرة على هذه المنطقة الحساسة من العالم. وباتت المنطقة الممتدة من جبال الأورال إلى الحدود الغربية للصين في نظر السياسة الأمريكية، منطقة استراتيجية بالنسبة للمصالح الأمريكية تحتل المرتبة الثانية بعد منطقة الشرق الأوسط، حيث هي بالنسبة لاحتياطات النفط والغاز تحتل أيضاً المرتبة الثانية بعد منطقة الشرق الأوسط، حيث هي بالنسبة لاحتياطات النفط والغاز تحتل أيضاً المرتبة الثانية في العالم، وهو ما يفسر أن مصادر الطاقة تشكل الباعث الأول في رسم سياسات أمريكا في العالم.لقد أصبحت الثروات النفطية في منطقة بحر قزوين والصراع الدائر بين الدول الكبرى، المالية والإقليمية، للهيمنة عليها، عاملاً بالغ الأهمية في الوضع الجيوسياسي والجيواستراتيجي في تلك المنطقة. وبالفعل فإن الثروة الضخمة تلهب النزاعات والتوترات الإقليمية في منطقة القوقاز، والتي كان الاتحاد السوفييتي قبل انهياره قادراً على درئها واحتوائها. لذا فإن هذه المنطقة تشكل اليوم في الحقبة ما بعد السوفيتية، بؤرة تجاذب وصراع اقتصادي وجيوسياسي واستراتيجي عنيف، تشارك فيه أطراف، دولية وإقليمية عديدة في مقدمتها روسيا وأمريكا وإيران وتركيا، فضلاً عن بلدان المنطقة المعنية مباشرة، وكذلك شركات النفط العالمية العملاقة.وابتداء من لحظة انهيار الاتحاد السوفيتي، توجهت عيون أمريكا وشركات النفط العالمية، التي يمتلك الأمريكيون حصة الأسد فيها، إلى هذه المنطقة لجعلها الإقليم الأكثر خدمة لمصالحها. وما الأحداث السياسية والعسكرية الجسام التي حدثت في دول هذه المنطقة لجعلها الإقليم الأكثر خدمة لمصالحها. وما الأحداث السياسية والعسكرية الجسام التي حدثت في دول هذه المنطقة أو بين بعضها البعض، سوى جزء من اللعبة الأميركية الكبرى الدائرة في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم، سعياً من أمريكا للهيمنة على ثرواتها. وما الحرب الأخيرة التي تشنها أمريكا في هذه المنطقة، بعد أحداث 11 أيلول/سبتبمر، إلا استكمالاً عسكرياً لتنفيذ استراتيجية الولايات المتحدة في هذا الإقليم. ضمن هذه المقاربة يأتي الحديث حول تورا بورا أولى حروب القرن وذلك ضمن دراسة تتناول المؤامرة الأمريكية الصهيونية الكبرى.