تشدو الهند، يستلهم شعراؤها مفاتن الشرق، ومهابّط الوحي، وتراث الحكماء، ومكامنَ الإبداع، فإذا شعرهم بهيّ ثريّ، فنون وفتون، ملاحم ولا أضخم، مسرحيّات ولا أطول، غنائيّات ولا أغنى!...تشدو الهند، وتهدي، فهي أقدم من آمن بوحي، وتمسّك بإيمان، وأبعدَ في مسالك الروح، وهي ما تزال تستوحي إيمانها العريقي، تسبر أغواره، وتنشر أنواره، تنشرها في م...
قراءة الكل
تشدو الهند، يستلهم شعراؤها مفاتن الشرق، ومهابّط الوحي، وتراث الحكماء، ومكامنَ الإبداع، فإذا شعرهم بهيّ ثريّ، فنون وفتون، ملاحم ولا أضخم، مسرحيّات ولا أطول، غنائيّات ولا أغنى!...تشدو الهند، وتهدي، فهي أقدم من آمن بوحي، وتمسّك بإيمان، وأبعدَ في مسالك الروح، وهي ما تزال تستوحي إيمانها العريقي، تسبر أغواره، وتنشر أنواره، تنشرها في مهدها، وتُقدِم على نشرها في ما نأى من أصقاع المعمور.ستقرأ، في هذا الكتاب، شعراً ما كنت تتوقّع وجوده ومستواه، فأقرأْه، وحاول الإستزادة منه أينما ألفيته، إعرفْ، يا ابنَ الشرق، ما أنساكه الغرب، أو كاد، اعرفْ شرقك والغرب معاً، لتصير ابن هذه الأرض، كلِّ الأرض، لا ابن زاوية منزوية من زواياها.وستعرف ممّا تقرأ في هذا الكتاب أخطر ما يؤمن به الهندوسيّ والبوذيّ، ما يؤمن به حوالي 20% من أهل الأرض، فتجد في هذا الإيمان بعضَ ما تؤمن به أنت - أيّا يكن دينك -، وتجد ما يتفرّد، فاقتبس منه ما يبدو لك حقّاً، وتجد ما يخالف إيمانك فلا تبغض صاحبه لذلك، بل صلِّ، لنصلِّ جميعاً، كي يهدينا الله إلى حقّه الواحد، إن كان ذلك في ما يشاء، وما في وسعٍ العقول.