وفي الصباح بينما كنت على وشك الخروج من المنزل للذهاب إلى العمل، أًصبت بهلع شديد. حيث لم تكن قطتي “جونچاجل” موجودة بالمنزل. التفت يميناً ويساراً، رفعت رأسي لأنظر نحو أعلى الشجرة وهمست بأسمها، ولكنها لم تظهر.وكانت تأتي جانبي في كل مرة اخرج بها من المنزل في السنوات الثماني الأخيرة من حياتي. وكان هذا الأمر يتكرر كل يوم. وكانت تحاول ...
قراءة الكل
وفي الصباح بينما كنت على وشك الخروج من المنزل للذهاب إلى العمل، أًصبت بهلع شديد. حيث لم تكن قطتي “جونچاجل” موجودة بالمنزل. التفت يميناً ويساراً، رفعت رأسي لأنظر نحو أعلى الشجرة وهمست بأسمها، ولكنها لم تظهر.وكانت تأتي جانبي في كل مرة اخرج بها من المنزل في السنوات الثماني الأخيرة من حياتي. وكان هذا الأمر يتكرر كل يوم. وكانت تحاول أولا أن تحتك برجلي، وأحياناً تموء، وتتبعني حتى ناصية الشارع. وفي حقيقة الأمر لم أكن مميزاً بهذا، فكانت تقوم بعمل هذا التوديع الاحتفالي لأشخاص عديدة بالعمارة التي كنت أقطن بها. وعلى نحو أخر فهي قد استطاعت أن تحقق لي إحساساً خاصاً. فهي كانت صغيرة بقدر راحة اليد، وهى لم تكن موجودة أيضاً بالحديقة التي يزينها ويزخرفها ساكني العمارة بالأضواء المختلفة في كل عيد وفي رأس السنة. ولأول مرة منذ ثمانية أعوام لم تجري وتندفع نحوي. وفي اليوم الذي اختفت فيه قطتي “جونچاجل”، تكون قد همست في أذني بأن ذاك اليوم سوف يكون يوماً مختلفاً عن غيره، وغير مسبوقا أيضا. وقد سرت قليلا حتى البقال، وكنت أتعقب ما إذا كانت موجودةٌ أسفل العربات التي اصطفت على جانبي الطريق، أم لا.قال صديقي “حقي”: ” وأنا أيضاً يا أخي قد أصابني الشغف والقلق، فهي غير موجودة منذ الصباح الباكر. لقد سكبت القليل من الطعام بجانب صندوق القمامة، فكان من البديهي أن تأتى مسرعة كالجواد، ولكنها مع ذلك لم تأت أيضاً”. وفي حقيقة الأمر، أذكر أنها كانت تركض بين السيارات، ولكنها أصبحت كالأبله، وربما قد اختلطت الأمور عليها بعض الشيء. ثم انهمر عرق بارد شديد من كتفي.