كان لعصر النهضة الذي شهدته المنطقة العربية مع بدء القرن التاسع عشر للميلاد، وما رافق هذا العصر من تطور علمي وفكري واجتماعي وسياسي، أبلغ الأثر في بعث الأدب العربي من كبوته، وفي إحياء التراث التي يعتز به كل عربي، وذلك على أيدي كوكبة من الأعلام الذين حملوا لواء النهضة الأدبية، إذ راحوا يعملون على إرساء قواعدها، وترسيخ مفاهيمها، لتك...
قراءة الكل
كان لعصر النهضة الذي شهدته المنطقة العربية مع بدء القرن التاسع عشر للميلاد، وما رافق هذا العصر من تطور علمي وفكري واجتماعي وسياسي، أبلغ الأثر في بعث الأدب العربي من كبوته، وفي إحياء التراث التي يعتز به كل عربي، وذلك على أيدي كوكبة من الأعلام الذين حملوا لواء النهضة الأدبية، إذ راحوا يعملون على إرساء قواعدها، وترسيخ مفاهيمها، لتكون منسجمة وروح العصر، ومعطياته الفكرية والأدبية.. ظهر هذا بوضوح في المائة السنة الأخيرة، ما بوأ هؤلاء الأعلام مكانة مرموقة، وأكسبهم شهرة واسعة في دنيا الأدب والشعر، لا تبلي جدتها الأيام، أو تعفو أثرها رياح السنين والأعوام.لقد حفل القرن السابق بالإضافة إلى عقود أخرى بظهور طائفة من الشعراء والأدباء الذين تأثروا بالحضارة الجديدة، فحملوا مشعل الحرية والفكر والتجديد والإصلاح، متطلعين إلى الأخذ بأسباب كل ما تقدم على الصعيد الفكري والاجتماعي والأدبي والفني. ومن بين هؤلاء من سطعت أسماءهم في سماء الشرق العربي بقسميه الآسيوي والأفريقي، الذين طبعوا الأدب والشعر بطابعهم المميز، وكان لهم فضل الريادة والسبق إلى كل جديد، وكان لهم في الأوساط الثقافية والأدبية والفكرية مكانة مرموقة، وسيرة مذكورة، وحضور مميز، ترك بصماته ماثلة على أدب العصر، شعراً بنوعيه التقليدي والحداثي، ونثراً بشتى أنواعه وفنونه، من خطابة، ومقالة، أو رسالة، أو أقصوصة، أو قصة أو رواية.بالإضافة إلى المجال الأدبي كان هناك تطور في حقل الغناء والطرب، إذ كان للغناء في العصور العربية المتتالية وقبلاً في العصر الجاهلي حضوره وإبداعاته وقد حفل القرن العشرين بالكثير من المغنين الذين أعطوا لهذا الفن صبغته المعاصرة التي امتزجت بنتاج المتقدمين من المغنين العرب عبر العصور وإلى جانب فن الغناء شهد القرن الفائت إبداعات في مجال الموسيقى أصف إلى ذلك إبداعات في الفن المسرحي.وضمن هذه المناخات يأتي الكتاب الذي نقلب صفحاته "لآلئ من الشرق" في محاولة لتزويد القارئ، على اختلاف مستوياته الذهنية والفكرية والثقافية والفنية، بمعلومات حول أشهر الشعراء والأدباء والمغنين والموسيقيين والمسرحيين الذين لمعت أسماءهم في سماء الأدب والشعر والغناء والموسيقى والمسرح في القرن العشرين. قد تكون هذه الأسماء معروفة لدى القارئ، وقد تكون هي أو أعمالها غائبة عنه، إلا أن ما يرمي إليه هذا الكتاب هو تعريف القارئ بإبداع هؤلاء العباقرة الذين نبغوا في تلك المجالات، حتى كانوا فعلاً نجوماً سطعت في سماء شرقنا العربي، بل لآلئ ثمينة نفيسة تمخض عنها بحر هذا الشرق الغني بكل ثمين ونفيس وفريد.