منذ فجر التاريخ ومخاوف الإنسان الدينية تشكل له عالمه، والشيطان هو المفتاح الذي يساعده على فهم هذه المخاوف. فالإنسان قد صاغ مفهومه عن الشيطان قبل أن يستوضح مفهومه عن الله. والشيطان كان دائماً حنيناً إلى مرحلة كان الإنسان فيها جزءاً من الطبيعة، منسجماً معها ومتناغماً مع إيقاعاتها. ولم يكن الشيطان في الديانات البدائية، مناقضاً للخي...
قراءة الكل
منذ فجر التاريخ ومخاوف الإنسان الدينية تشكل له عالمه، والشيطان هو المفتاح الذي يساعده على فهم هذه المخاوف. فالإنسان قد صاغ مفهومه عن الشيطان قبل أن يستوضح مفهومه عن الله. والشيطان كان دائماً حنيناً إلى مرحلة كان الإنسان فيها جزءاً من الطبيعة، منسجماً معها ومتناغماً مع إيقاعاتها. ولم يكن الشيطان في الديانات البدائية، مناقضاً للخير، بل كان جزءاً من نظام الطبيعة. وتحول الشيطان بالنسبة للإنسان، من الملاك الخير الطيب إلى إبليس اللعين، هو موضوع هذا الكتاب. ولكن من الذي يستخدم الآخر: الإنسان أم الشيطان؟ سنرى في هذا الكتاب أن الإنسان قد استخدم الشيطان أكثر مما استخدم الشيطان الإنسان. وأن الشيطان كان ضرورة لكل من لديه مشروع مخالف لطبيعة الحياة أو طبيعة الإنسان.