جاء في مقدمة المؤلف:تتميز لغة العرب عن غيرها من اللغات بأنها لغة موسيقية، بحيث تجد التشكيل اللغوي عند أصحاب الفطرة والموهبة متناغماً منسجماً، وهذا لا يختص بالشعر الذي يكتسب من أوزانه وقوافيه موسيقية بارزة، بل تجد هذه الموسيقية في النثر أيضاً بحيث تجد سهولة في التركيب وانسياباً في التأليف حتى تجري العبارة من سمعك مجرى النسيم في أ...
قراءة الكل
جاء في مقدمة المؤلف:تتميز لغة العرب عن غيرها من اللغات بأنها لغة موسيقية، بحيث تجد التشكيل اللغوي عند أصحاب الفطرة والموهبة متناغماً منسجماً، وهذا لا يختص بالشعر الذي يكتسب من أوزانه وقوافيه موسيقية بارزة، بل تجد هذه الموسيقية في النثر أيضاً بحيث تجد سهولة في التركيب وانسياباً في التأليف حتى تجري العبارة من سمعك مجرى النسيم في أصيل الربيع.إن طاقات اللغة العربية غير محدودة لمن يستطيع تفجيرها فتأتي كلماته متخيّرة، وجمله متوازنة، وتراكيبه منسجمة، وأصواته مع معانيه متفاعلة، ولعلك لا تعدم هذه الميزة عند الموهوبين من الأدباء والكتاب مثل عبد الحميد الكاتب، وابن المقفع والزيات والمنفلوطي.والقرآن الكريم - كتاب الله المُعجز بفصاحته وبلاغته - يبلغ قمة التميز في هذه الناحية، وهذا ما يفسر الصدى الذي أحدثه أسلوب القرآن حين هز المشركين هزاً عنيفاً، حتى أن رجلاً مشركاً استمع إلى آيات من القرآن فخرّ ساجداً، وسئل: لماذا سجدت؟ فقال: سجدتُ لبلاغته!وفي هذا البحث محاولة للكشف عن أسرار حلاوة الأداء في اللغة بوجه عام، وحلاوة الأداء في القرآن بوجه خاص.د. محمد إبراهيم شاديالمنصورة